الإنتباه لخُطورة ترك الأبناء مع الإنترنِت و وسائِل التواصُل الاجتماعِي
De // NaBae 24
حدثتني إحدى النساء عن العادات السيئَة و الألفاظ النابيَة التي اكتسبتها طفلتُها ذات الأعوام الخمسة، إذ قالت: إنَّ هذِهِ صغيرتي أصبحَت تُقلِّدُ فتيات الإعلانات ( الفاشينيستات ) في التصرُّفات و الألفاظ، و أن شُغلها الشاغِل هُو كيف تضع ( أحمر الشفاه ) بشكلٍ جيدٍ!..
امرأةثانية اشتكت لي من ابنها (سبعة أعوام) الذي عبَّر لها عن ( حُبِّهِ ) لإحدى الفاشينيستات و رغبتِه الإرتباط بها عندما يتخرَّج من الجامعَة.. !
كما أخبرتني إحدى القريبات أنَّها نادِمَة على كُل لحظَة ضحكَت فيها على ابنها أو ابنتِها وهم يُقلِّدُون هذا المهرِّج أو تِلك المهرجَة، مِمَن يملؤون آفاق برامِج التواصل الاجتماعِي، تلك الضحكات لم تعُد عليها اليوم إلا بالقلق عليهم وعلى مُستقبلهم، فـ(القِط الكبير لا يتربَّى) كما يقولون، وكانَ لزامًا عليها وعلى كُل الآباء أن ينتبهُوا لخُطورة ترك أبنائهِم مع الإنترنِت ووسائِل التواصُل الاجتماعِي كي تقوم بتربيتهِم وتعليمهِم بالشكل الفوضوِي و السلبي هذا.
كُنّا نتحدَث ( زمان ) عن خُطورَة ترك الوالدين لأطفالِهِما الصِغار في أيدي العامِلات، كي يقُومُوا بمهِمَّة تربيتِهم وتوجيهِهِم و تعليمِهِم، اليوم تعدَّى الأمر هذِهِ المرحلَة، و أصبحَت الأصوات الواعِيَة تُطالِب الآباء بضرورَة عدم ترك أبنائِهِم لوحدِهِم مع هذِهِ الأجهزَة الذكيَّة و الخطيرة؛ لِما تبُثُهُ من سُمومٍ و تغريبٍ و أمراض يصعُبُ مع الوقت النجاة و الشِفاء مِنها.
عَن جِيل بأكملِه نتكلَّمُ ، هؤُلاء الصغار جدًا اليوم، سيكبرُون بإذنِ الله ورعايتِه قريبًا وهُم من سيُطلَبُ منهُم حمل رايَة الأوطان، و العمَل على رفعَة شأن الأُمَّة من مشرِقها إلى مغرِبها، و نفض كُل أرذال اليوم وأغلالِه عنها، ولكن، كيفَ يُمكِن ذلك؟ و أطفالُنا اليوم أُغتِيلَت طُفولتُهُم بشكلٍ كبير، و أصبَح الآخَر المجُهول (أيًا كانَ هذا الآخر) هو من يقُوم بتحديد هُويتِه وانتمائه وذوقِه ومستقبلِه وذخيرتِه اللغويَّة وغيرها من المُحدِّدات و الأُطُر الكُبرى.