أطفالنا فلدات كبدنا … بلا طفولة..!
De // NaBae 24
الأجهزَة اللوحيَّة والهواتف الجوالَة ليسَت ضرورَة من ضروريّات تربيَة الأطفال، لكنَّها في هذا العصر أصبحت أول الوسائل المُلَهِّيَة التي يحرِص الآباء على توفِيرها لأبنائهم كي يقضوا معها ساعاتٍ من اللهو والتعلُّم ويبتعدُوا عن مظاهِر الإزعاج والضجيج والمشاغبَة في أرجاء المنزل أو في أيِّ مكانٍ آخر.
اليوم تخلو المشاهدات تقريبًا من أطفال لا يحملون هذه الأجهزة، حتى تلك الأُسَر التي تجد أنَّ هُناكَ نوعاً من المبالغَة في شِراء هاتف جوّال أو جهاز لوحِي مُخصَّص للطِفل؛ تجِدُها في نِهايَة الأمر تمنَحُ أطفالها ساعاتٍ من الاستخدام والمشاهدة (الحُرَّة) لأجهزة أحد الوالدين، المشكلة لا تكمُن بتاتًا في هذا الأمر.
فالطِفل ابن بيئتِهِ الأُولى بامتياز ويتربَّى بالمُحاكاة، وأوَّل مَن يُحاكِي هم والداه وأهل بيتِه، فهم يجدون والديهم منكَبّان على هذِهِ الأجهزَة ويرغبُون في تقليدِهِما وتقليد من حولهُم كذلك، وهذا شيء طبيعِي جدًا، الأمر غير الطبيعِي هُو أن تُترَك هذِهِ الأجهزة بشكلٍ حُرٍ من هؤُلاء الأطفال دونَ رقيبٍ أو حسيبٍ، فالغالِب الأعَم من الآباء لا يكترثُون بنوعيَّة المضامِين التي يصُول الطِفِل فيها ويجُول آناءَ الليلِ والنهار، فهُم على طمأنينَة تامَّة أن طفلهم جالِسٌ في مكانِه، وقد تناوَلَ طعامَه وإن كان في عُمر المدرسة؛ أنَّهُ أكمَلَ فروضَهُ المدرسيَّة، وأنَّهُ لا يُحدِثُ جلبَةً في المكان ولا إزعاجًا ولا يتسَبَّبُ بإحراج والدَيهِ، دون أن يفكِّرا فيما ينصَرِفُ وقتُ هؤلاء الصغار ويجعلُهُم يركِّزون ويصمتون كُل هذا الوقتِ الطوِيل!
- يـــــتبع –