انسحاب العقلاء.. حين يختار شباب الفقيه بن صالح طريق الوعي بدل المجهول
في زمن اختلطت فيه الأصوات وتعددت الشعارات حتى ضاع جوهر المطالب، خرج شباب الفقيه بن صالح ببيانٍ وطنيٍّ راشد، ليعلنوا انسحابهم الكلي من ما يسمى “حركة جيل 2” بعد أن انحرفت عن المسار، وفقدت بوصلتها نحو المجهول. خطوة شجاعة وموقف ناضج يُعبّر عن وعيٍ متقدم لدى شبابٍ آمن أن الإصلاح لا يكون بالتخريب، وأن النضال الحقيقي لا يُدار من خلف الشاشات ولا يُختطف من طرف دعاة الفوضى.
لقد قالها شباب الإقليم بوضوح: لا يمكن أن نكون جزءًا من حراكٍ غابت عنه الرؤية، وتعددت داخله الحسابات الإيديولوجية الضيقة، من أمازيغية ويسارية وإسلامية وليبرالية، دون أن يجمعها مشروع وطني واحد يخدم مصلحة الوطن والمواطن. فبدل النضال من أجل التعليم والصحة والشغل، انحرفت البوصلة لتتحول إلى مواجهة مع المؤسسات، وإلى محاولات بائسة لتأجيج الغضب في الشارع، عبر الزجّ بالقاصرين والأطفال في احتجاجات خارجة عن إطار السلمية.
إن هذا الموقف الجريء من شباب الفقيه بن صالح ليس انسحابًا من الوطن، بل عودة إليه. عودة إلى الوعي، إلى المسؤولية، إلى النضال السلمي القائم على الحوار لا على العنف، وعلى البناء لا على الحرق. لقد رفض هؤلاء الشباب أن يكونوا أدوات في يد المجهول، واختاروا أن يكونوا طاقة فاعلة في خدمة التغيير الإيجابي الواقعي، من داخل مؤسسات الوطن، لا من هوامشه.
إنها رسالة واضحة لكل من يلهث وراء “بطولات وهمية”: الشباب المغربي ليس قاصرًا في وعيه، ولا ساذجًا في اختياراته. يدرك تمامًا أن من يحب الوطن، يُصلحه بالحوار والعمل، لا بالشعارات المستوردة ولا بالتحريض الفارغ.
من الفقيه بن صالح انطلقت اليوم صرخة الوعي: كفى عبثًا، وكفى استغلالًا للشباب باسم النضال!
جيل “Z212” يكتب صفحته الجديدة — صفحة النضال العاقل، السلمي، المسؤول.





