لَيْسَ كُــــلُّ شَــخْــصٕ أَهْــلاً لِــيَدْخُلَ حَكَماً في ٱلْخلِافاتِ

لَيْسَ كُــــلُّ شَــخْــصٕ أَهْــلاً لِــيَدْخُلَ حَكَماً في ٱلْخلِافاتِ
hassan faqir2 مايو 2023آخر تحديث : منذ سنتين

لَيْسَ كُــــلُّ شَــخْــصٕ أَهْــلاً لِــيَدْخُلَ حَكَماً في ٱلْخلِافاتِ.

De // NaBae 24

إختلف قط و كلب حول قطعة جُبن، كُـلٌّ يَرى أنه أحقُّ بِـــــها من الآخر…

عِـــندما ٱحْــتَدمَ بينهما الخلاف، قرَّرا أن يذهبا إلى الثعلب لِــيَقسِمَــــــها بينهما بِالعدل…!

قال لهما الثعلب: جئتما إلى القاضي العادل، و تناول سكينة و قسمها إلى قطعتين…

فقال الكلب: و لكن قطعة القط أكبر…!

فقال له الثعلب: أنت على حق، و أخذ قطعة القطّ و قَضَمَ منها قضمةً…

فقال القطّ: الآن صارت قطعة الكلب أكبر…!

فقال الثعلب: أنت على حق أيضاً، و أخذ قطعة الكلب و قضم منها قضمة…!

و هكذا ظلّا يراجعانه، فيقضم من الجبن، حتى أكله كله أمام ناظريهما!

ليس كل شخص أهلاً ليدخل حكماً في الخلافات…!

البعض كالخياطين يُصلحون الثقب الموجود في الثوب… !

و البعض كآلات الحَفر، كُـــلُّ تَدخل منهم يَزيد من عُـــمق الهُـــوّة… !

و لأنها الحياة، تقع الخلافات دوماً بين الناس، و قد يحتاجون إلى من يُقَرّبِ بينهم وجهات النظر، و يُدوّر الزوايا… !

لكن اختيار الأشخاص الذين نُــدخلُــهم في خلافاتنا يجب أن يكون دقيقاً، كاختيار الأشخاص الذين نُــدخلُهم إلى حياتنا… و إلا تحوّل الأمر إلى نشر غسيل و فضائح… !

و ما منه فائدة، غير أن الخطوات ستتباعد أكثر مما كانت متباعدة أصلاً… !

الشخص الذي نلجأ إليه لحلّ مشكلة يجب أن يكون أولاً غير مستفيد من بقاء هذه المشكلة… !

كان أحد الجزارين يطرق بالفأس على عظمة فخذ البقرة ليكسرها، فتطايرت منها قطع صغيرة دخلت إحداها في عينه… !

قَصَدَ الجَزّارُ طبيبَ القريةِ الوحيد الذي عَـــــرَفَ المُـــشكلةَ منذ أول لحظة، و لكنه أعطى الجزار قطرةً لِـــيَسْتَخْدِمَـــها، و أمَرَهُ أن يُراجِـــعَــــهُ كُــلَّ يَوْمَيْن… !

بِالفعل كان الجزارُ يَحضُرُ كلَّ يَومين حاملاً معه اللحم إلى الطبيب، فكان يُجدِّدُ له العلاج الذي لم يكن علاجاً أصلاً… !

بَـــعْدَ فَـــترة، جاءَ الجزار إلى الطبيب فلم يجده، و وجد ابنه الذي يدرس الطب أيضاً، فألقى الابنُ نَـــظرةً سريعةً في عين الجزار، و قال له: مشكلتك بسيطة، و قام بانتزاع العظمة من عينه… !

عندما حضر الأب، أخبره ابنُــه بما حدث، فقال الأب لابنه: أَرِنـــي كيف ستأكُـــــلُ اللحمَ بَـــعد اليوم… !

عن//… ” ناثان أوسوبيل ” في كتابه “مجموعة قصص شعبية “

رابط مختصر
اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات

الاخبار العاجلة