لَيْسَ كُــــلُّ شَــخْــصٕ أَهْــلاً لِــيَدْخُلَ حَكَماً في ٱلْخلِافاتِ.
De // NaBae 24
إختلف قط و كلب حول قطعة جُبن، كُـلٌّ يَرى أنه أحقُّ بِـــــها من الآخر…
عِـــندما ٱحْــتَدمَ بينهما الخلاف، قرَّرا أن يذهبا إلى الثعلب لِــيَقسِمَــــــها بينهما بِالعدل…!
قال لهما الثعلب: جئتما إلى القاضي العادل، و تناول سكينة و قسمها إلى قطعتين…
فقال الكلب: و لكن قطعة القط أكبر…!
فقال له الثعلب: أنت على حق، و أخذ قطعة القطّ و قَضَمَ منها قضمةً…
فقال القطّ: الآن صارت قطعة الكلب أكبر…!
فقال الثعلب: أنت على حق أيضاً، و أخذ قطعة الكلب و قضم منها قضمة…!
و هكذا ظلّا يراجعانه، فيقضم من الجبن، حتى أكله كله أمام ناظريهما!
ليس كل شخص أهلاً ليدخل حكماً في الخلافات…!
البعض كالخياطين يُصلحون الثقب الموجود في الثوب… !
و البعض كآلات الحَفر، كُـــلُّ تَدخل منهم يَزيد من عُـــمق الهُـــوّة… !
و لأنها الحياة، تقع الخلافات دوماً بين الناس، و قد يحتاجون إلى من يُقَرّبِ بينهم وجهات النظر، و يُدوّر الزوايا… !
لكن اختيار الأشخاص الذين نُــدخلُــهم في خلافاتنا يجب أن يكون دقيقاً، كاختيار الأشخاص الذين نُــدخلُهم إلى حياتنا… و إلا تحوّل الأمر إلى نشر غسيل و فضائح… !
و ما منه فائدة، غير أن الخطوات ستتباعد أكثر مما كانت متباعدة أصلاً… !
الشخص الذي نلجأ إليه لحلّ مشكلة يجب أن يكون أولاً غير مستفيد من بقاء هذه المشكلة… !
كان أحد الجزارين يطرق بالفأس على عظمة فخذ البقرة ليكسرها، فتطايرت منها قطع صغيرة دخلت إحداها في عينه… !
قَصَدَ الجَزّارُ طبيبَ القريةِ الوحيد الذي عَـــــرَفَ المُـــشكلةَ منذ أول لحظة، و لكنه أعطى الجزار قطرةً لِـــيَسْتَخْدِمَـــها، و أمَرَهُ أن يُراجِـــعَــــهُ كُــلَّ يَوْمَيْن… !
بِالفعل كان الجزارُ يَحضُرُ كلَّ يَومين حاملاً معه اللحم إلى الطبيب، فكان يُجدِّدُ له العلاج الذي لم يكن علاجاً أصلاً… !
بَـــعْدَ فَـــترة، جاءَ الجزار إلى الطبيب فلم يجده، و وجد ابنه الذي يدرس الطب أيضاً، فألقى الابنُ نَـــظرةً سريعةً في عين الجزار، و قال له: مشكلتك بسيطة، و قام بانتزاع العظمة من عينه… !
عندما حضر الأب، أخبره ابنُــه بما حدث، فقال الأب لابنه: أَرِنـــي كيف ستأكُـــــلُ اللحمَ بَـــعد اليوم… !
عن//… ” ناثان أوسوبيل ” في كتابه “مجموعة قصص شعبية “