العــارِفون بالحقيقــة… والمهداوي ولعـبة “الأرض المحروقة”

العــارِفون بالحقيقــة… والمهداوي ولعـبة “الأرض المحروقة”
nabae 2421 ديسمبر 2025آخر تحديث : منذ يوم واحد

العــارِفون بالحقيقــة… والمهداوي ولعـبة “الأرض المحروقة”
NaBae24
تتحوّل الوجوه المبتسمة أمام الكاميرات إلى سكاكين حادة خلف الستار، يبرز اسم حميد المهداوي كحالة خاصة تستحق التوقف. فالرجل الذي يقدّم نفسه في صورة “الضحية” و“المظلوم” و“الصوت الحر”، يحمل في جيبه رواية أخرى يعرفها جيدًا كل من عاشره عن قرب أو اشتغل إلى جانبه أو اطّلع على كواليس صعوده السريع والمريب.
العارفون بالخبايا الحقيقية لهذا الصراع يجزمون بأن “أرباح” المهداوي، المعنوية منها والمادية، تفوق بكثير قصص الاضطهاد التي يسوّقها. فهو ليس مجرد صحفي حالم بالمجد أو “يوتيوبر بسيط” كما يحاول إقناع الناس، بل هو مشروع سياسي متخفي، يتحرك بحسابات باردة ويتقن لعبة شدّ الحبل مع الدولة، دون أن يقطع الخيط الذي يضمن له استمرار الضوء عليه.
من يعرف المهداوي جيدًا يقول إن الرجل لجأ إلى تبنّي سياسة “الأرض المحروقة”، سياسة لا تتورع عن إحراق كل شيء: السمعة الوطنية، الثقة في المؤسسات، وحتى الخطوط الحمراء التي يختبئ خلفها حين يحتاجها. يظهر احترامًا شكليًا للمؤسسات في قناته “بديل”، لكنه لا يتوانى عن طعنها عبر قنوات “سرية” تميل إلى الاستثمار في الفوضى، وتخطّط وتوجّه وتُموِّل أجندة تخريبية لم تعد خافية على أحد.
الهدف؟
ليس الدفاع عن حرية التعبير كما يزعم، ولا البحث عن الحقيقة كما يردد، بل الحصول على “شرعية شعبية” تمكّنه من وضع الأسس الأولى لحلم أكبر: هدم النظام القائم وخلق فراغ يعتقد – بسذاجة أو بمكر – أنه سيكون أحد المنتصرين فيه.
الوهم الأكبر الذي يروّجه هو أنه مجرد صوت ضعيف في مواجهة سلطة قوية. بينما الحقيقة أن هذا “اليوتيوبر على قد الحال” هو أبعد ما يكون عن البساطة، وأن لعبته أكبر من شاشة هاتف يطل منها على جمهوره. إنها لعبة مشروع سياسي بغطاء مهني، وخطاب شعبوي بلباس نضالي، وولع دائم بالظهور مهما كان الثمن.
وفي النهاية، يبقى السؤال الحقيقي: هل يدرك من يمنحون المهداوي ثقتهم أنه لا يلعب من أجلهم، بل يلعب بهم؟
عمود أسبوعي يوقعه الكاتب الصحفي ذ. حسن فقير

رابط مختصر
اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات

الاخبار العاجلة