حب النفس ليس أنانية
نبأ24 // حسن فقير
عندما خاب ظني بالكثيرين، أدركت أن حب النفس ليس أنانية كما يصوّره البعض، بل هو وعي ونضج وحماية للذات من الانكسار المتكرر. فالإنسان حين يكتشف أن الثقة العمياء قد تُستغل، وأن العطاء بلا حساب قد يُهدر، يتعلم أن يضع لنفسه حدودًا واضحة لا يتجاوزها أحد.
حب النفس هو أن تمنح قلبك استراحة من خيبات الآخرين، وأن تدرك أن سعادتك لا يجب أن تظل رهينة مزاجهم أو وعودهم. إنه أن تعتز بكرامتك قبل أن تبحث عن رضا الناس، وأن تحرص على نقاء روحك حتى لا تلوثها خيانات الصداقات أو تلاعب الأقنعة.
لقد جُبلنا على العطاء والوفاء، لكن التجارب علمتنا أن نكون أكثر اتزانًا: نحب، لكن لا نذوب. نعطي، لكن لا نستنزف. نثق، لكن بوعي. وهذا ليس أنانية، بل هو احترام للنفس التي تستحق أن تعيش بسلام، بعيدًا عن الاستنزاف العاطفي والخذلان المتكرر.
فحب النفس في جوهره ليس انعزالًا عن الآخرين، بل هو الخطوة الأولى لبناء علاقات صحية وصادقة، قائمة على الاحترام المتبادل لا على الاستغلال. وعندما نُحسن حب أنفسنا، نصبح قادرين حقًا على حب الآخرين بصدق وعدل.
