“أعيش كضحية أم كناجي.. ؟” قصة قصيرة

“أعيش كضحية أم كناجي.. ؟” قصة قصيرة
hassan faqir7 مايو 2025آخر تحديث : منذ 18 ساعة

“أعيش كضحية أم كناجي.. ؟” قصة قصيرة

بقلم ذ: حسن فقير

في مدينة ضبابية، حيث الوجوه تتشابه، و القلوب تحترف الخداع، كانت ” نسرين ” تسير في دروب الحياة و كأنها تمشي على قشر بيض. كلما وثقت بأحد، اكتشفت خيانته. كلما فتحت باب قلبها، دخل منه طعن جديد.
ذات ليلة، جلست أمام مرآتها، تحدّق في عينيها المتعبتين، و قالت بصوت هامس:
“لماذا يحدث لي كل هذا؟ لماذا الخيبات تتكرر؟ لماذا الناس يغدرون بي كل مرة؟”
سمعت بداخلها صوتًا قديمًا، يُشبه صدى أمها الراحلة:
“يا ابنتي، الحياة امتحان… إما أن تخرجي منها أقوى، أو أن تتركيها تكسر روحك.”
عندها أدركت ” نسرين ” أن أمامها خيارين لا ثالث لهما: إما أن تظل تسرد قصص الغدر، و تحيا بدور الضحية، أو أن تتحرر من قيود الألم، و تختار أن تكون ناجية، لا مجرد نجاة جسد، بل روح، و كبرياء، و إرادة.
في اليوم التالي، حين أتاها صديق خائن يطلب فرصة جديدة، نظرت إليه بابتسامة هادئة، و قالت:

“أشكرك لأنك كشفت حقيقتك، لكن دوري الآن ليس أن أسامحك لتؤذيني مجددًا… بل أن أرحل، و أكتب فصلي الجديد بعيدًا عنك.”
و مشت.
مشت هذه المرة مرفوعة الرأس، لم تعد تخشى الغدر، لأنها تعلمت كيف تحمي قلبها.
لم تعد تبحث عن تصفيق أحد، لأنها صارت بطلة قصتها.
” نسرين ” لم تعد ضحية… أصبحت ناجية.
و في دنيا مليئة بالغادرين و قليلي الأصل، و زاخرة بالمرضى النفسيين… كانت نجاتها انتصارًا.

رابط مختصر
اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات

الاخبار العاجلة