حسن فقير.. ستة عقود ونصف من العطاء في خدمة التربية والصحافة والوطن
نبأ24 // حسن فقير
في مثل هذا اليوم، 20 شتنبر من سنة 1956، أبصرتُ النور، وها أنا اليوم أطفئ الشمعة التاسعة والستين من عمري، بين دعاء صادق بالرحمة لمن غابوا، وبين امتنان عميق لمن لا يزالون حولي يضيئون حياتي حباً ووفاءً.
أول تهنئة وصلتني هذا الصباح كانت من ابنتي الغالية، التي لم تنسَ أن تذكرني بعيد ميلادي، ثم تتابعت التهاني من أسباطي الأحبّة: آية، محمد أمين، ومعاد، حفظهم الله ورعاهم. كما تلقيت بفرح كبير تهنئة صديق العمر بمدينة الفقيه بن صالح، الذي لا يدع مناسبة تمرّ إلا ويغمرني بدفء مودته.
أقف اليوم على عتبة عمر مليء بمحطات لا تُنسى. أكثر من أربعين سنة قضيتها في مهنة التدريس، متنقلاً بين مدينة الجديدة ومدينة الفقيه بن صالح، حيث كان القسم بيتي الأول، والطبشور رفيقي الدائم، والجيل تلو الجيل ثمرتي وبهجتي. غادرت أسوار المدرسة متقاعداً بعد سنة 2021، لكن حنين التعليم وأصداء التلاميذ ما زالت ترافقني كل يوم.
حياتي لم تخلُ من الجراح؛ فقدت زوجتي الأستاذة التي كانت سندي في الحياة، كما ودّعت ابني العزيز الذي خطفته جائحة كورونا، رحمهما الله وأسكنهما فسيح جناته. ومع ذلك، بقيتُ صامداً، أستمد عزيمتي من ابنتي وأحفادي الذين أعيش من أجلهم، ومن أصدقائي الأوفياء الذين أخصّهم بدعواتي المتواصلة بالصحة والنجاح والسعادة.
وإذا كان التعليم رسالة العمر الأولى، فإن الصحافة أصبحت قدري الثاني. أسست جريدة “نبأ24” الورقية وصحيفة Nabae24.com الإلكترونية، عاقداً العزم أن يكون قلمي في خدمة وطني، ومدافعاً عن ثوابته ومقدساته، وعلى رأسها الأسرة الملكية الشريفة. لم أتردد يوماً في مواجهة أعداء النجاح، أولئك الذين يتقنون الافتراء والتضليل وزرع الإحباط. كنت وما زلت أومن أن الكلمة الصادقة جبهة متقدمة في الدفاع عن الوطن، جنباً إلى جنب مع الساهرين على أمنه واستقراره.
اليوم، في عيد ميلادي التاسع والستين، لا أرجو من الله إلا أن يمد في عمري حتى أرى أحفادي يكبرون متفوقين في دراستهم، متألقين في رياضتهم، أوفياء لأمهم المكافحة التي تضحي بسعادتها لتسعدهم.
وفي هذه المناسبة الغالية، أرفع أحر التهاني وأصدق الدعوات لمولاي صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، على ما تحقق للمملكة المغربية في عهده الزاهر من إنجازات ونهضة وازدهار. أسأل الله أن يحفظه ويمده بالصحة والعافية، ليواصل قيادة بلادنا بخطى واثقة نحو المستقبل المشرق.
إنها رحلة عمر، ستة عقود ونصف من العمل والوفاء والإصرار على خدمة الوطن، وما تزال المسيرة مستمرة بإذن الله.
