حين يعود القريب غريباً

حين يعود القريب غريباً
hassan faqirمنذ 5 ساعاتآخر تحديث : منذ 5 ساعات

حين يعود القريب غريباً

بقلم: حسن فقير

لسنا حاقدين على أحد، وقلوبنا ليست سوداء. نحن نؤمن أن الحقد سمّ داخلي يقتل صاحبه قبل أن يطال غيره، لذلك نحرص على أن تبقى أرواحنا نقية، خفيفة لا يثقلها الغلّ ولا تشوّهها الكراهية. لكن، في المقابل، نحن بشر لنا كرامة ووجدان، ولسنا مجبرين على احتمال من آذانا مراراً وتكراراً.
إن من يسيء إلينا بوعي وإصرار، يفقد تلقائياً مكانته في حياتنا، ويعود غريباً كما كان في البداية. قد لا نحمله ضغينة، لكننا أيضاً لا نسمح له بالعودة ليكرر الأذى. فالذاكرة قد تغفر أحياناً، لكنها لا تمحو جرحاً غائراً ولا تتغاضى عن تجربة قاسية.
المسامحة لا تعني الاحتفاظ بالمؤذي في محيطنا، بل قد تكون أرقى صورها أن نتركه حيث ينتمي: في دائرة البعد. فالحياة أقصر من أن نهدرها مع من لم يُقدّر قيمتنا، وأغلى من أن نتقاسمها مع من استهان بمشاعرنا.
إنها ليست قسوة ولا انتقاماً، بل حكمة مستخلصة من تجارب مرة: بعض الناس، لا خيار لنا إلا أن نعيدهم غرباء.

رابط مختصر
اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات

الاخبار العاجلة