“قُرْبُ اُلله لا يُقاسُ بِاُلْمَسافات”؟
نبأ24 // حسن فقير
حتى وإن بدتِ السماء بعيدة، وزرقتها الواسعة تحاصرنا بضآلة وجودنا أمام هذا الكون الفسيح، يبقى الإيمان يهمس في قلوبنا أن رب السماوات والأرض أقرب إلينا من حبل الوريد.
في لحظات الضيق حين تتراكم الغيوم فوق صدورنا، ويبدو الأفق مسدودًا بلا بارقة أمل، نتذكر أن الذي خلق السموات بعلوها والجبال بشموخها، قادر أن يفتح لنا طريقًا للنور من حيث لا نحتسب. فما بين الأرض والسماء ليس فراغًا مخيفًا، بل هو فضاء يعج بالرحمة، تتنزل منه الطمأنينة على قلوب المؤمنين.
السماء بعيدة في حساب المسافات، لكنها قريبة جدًا في معنى الروح. يكفي أن نرفع دعاءً صادقًا في لحظة صفاء، لنجد أن الأبواب المفتوحة إلى الله لا تحتاج إلى مفاتيح، بل إلى قلب يوقن أن القرب الحقيقي ليس بالمسافات، وإنما بالإيمان.
لهذا، كلما ضاقت بك الأرض، تذكّر أن الذي رفع السماء بلا عمد يراك، وأن بينك وبينه دعوة صادقة قد تغيّر مجرى حياتك كلها.
