“ميزان العدل عاد إلى مكانه”

“ميزان العدل عاد إلى مكانه”
hassan faqir19 أغسطس 2025آخر تحديث : منذ 13 ساعة

“ميزان العدل عاد إلى مكانه”

بقلم: حسن فقير

في زمن يختلط فيه الصخب بالحقيقة، وتختفي فيه المواقف الأصيلة خلف الأقنعة المصطنعة، كان لا بد أن نعيد النظر في موازيننا الداخلية، ونُصلح ما اختلّ منها. لقد منحنا البعض أكبر من حجمهم، ورفعناهم إلى مقامات لم يكونوا يومًا أهلاً لها، فقط لأننا امتلكنا قلوبًا طيبة تُحسن الظن، ونفوسًا نقية تُبالغ في الوفاء.
لكن التجارب علّمتنا أن الكرامة لا تُقاس بالطيبة الزائدة، وأن العدالة في العلاقات تبدأ حين نضع كل إنسان في موضعه الصحيح، بلا إفراط ولا تفريط. لقد أصلحنا الميزان، ووضعنا معيارًا جديدًا: التقدير بقدر العطاء، والاحترام بقدر الصدق، والمكانة بقدر الأخلاق.
ولن نعطي أحدًا أكثر من قيمته بعد الآن، لا لأننا فقدنا الشهامة أو توقّفنا عن الحب، بل لأننا أدركنا أن تبذير المشاعر لا يقل خطورة عن تبذير المال، وأن المبالغة في تضخيم الآخرين لا تظلمنا فقط، بل تظلمهم أيضًا، حين تُحمّلهم أوزانًا لا يستطيعون حملها.
اليوم، نحن أكثر صفاءً ووضوحًا. لن نهدم جسورنا مع الناس، لكننا لن نسمح بعد الآن أن يُسرق منا رصيد العمر في وهمٍ اسمه “المبالغة في التقدير”. لقد وُضع الميزان، وأصبح العدل قاعدة التعامل، ومن أراد مكانة أرقى فليصنعها بعمله وصدقه، لا بانتظار عطائنا اللامحدود.
فالميزان لا يُخطئ حين يكون ميزان العقل والكرامة معًا.

رابط مختصر
اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات

الاخبار العاجلة