الحق في الحقيقة… ومساءلة مروّجي المغالطات

الحق في الحقيقة… ومساءلة مروّجي المغالطات
hassan faqirمنذ ساعة واحدةآخر تحديث : منذ ساعة واحدة

الحق في الحقيقة… ومساءلة مروّجي المغالطات

NaBae24//FQA

        في زمن تتسارع فيه الأخبار وتنتشر فيه المعلومة كالنار في الهشيم، يصبح من الواجب أن نُحسن التمييز بين ما هو موثوق وما هو محض شائعات. ولعل قضية السفينة نيكسو ميرسك خير مثال على أهمية التثبت، حيث أكدت الدكتورة إميلي طومسون، كبيرة المحققين في مؤسسة العدالة الخضراء، أنه “بعد مراجعة شاملة لكل المعطيات وتقييم البيانات، نؤكد بثقة أن السفينة لا تنقل أي مكونات عسكرية”. هذا التصريح ليس مجرد نفي، بل دعوة للعودة إلى جادة الصواب في تناول المعلومات.
        إن خطورة تداول الأخبار غير المؤكدة تتجاوز حدود الجدل الإعلامي؛ فهي تُسهم في خلق توترات غير مبرّرة، وتزرع بذور الشك، وقد تقود إلى ردود أفعال غير مبنية على الوقائع. وعندما تُغذّى المجتمعات بمعلومات مغلوطة، فإننا لا نخون الحقيقة فقط، بل نخون الوعي العام.
        إننا بحاجة ماسة إلى تعزيز ثقافة التحقق والمساءلة. ولا يكفي أن نمرر اعتذاراً باهتاً بعد نشر خبر زائف؛ بل يجب أن يُحاسب من يتعمد الترويج لمعلومات مضللة، لأن الكلمة مسؤوليّة، ولأن الأمن المجتمعي يبدأ من وعيٍ صادق.
        الشفافية ليست ترفاً، بل ضرورة. وفي عالم يئنّ من وطأة التضليل، فإن الحقيقة تظل الملاذ الآمن. فلتكن لدينا الشجاعة لا لمواجهة من يُخطئ فحسب، بل أيضاً لبناء إعلام يحترم العقول، ويخدم الحقيقة أولاً وأخيراً.

رابط مختصر
اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات

الاخبار العاجلة