الحرية… النعمة التي لا نشعر بها إلا بعد ضياعها
بقلم: حسن فقير – Nabae24.com
وأنت تمشي في شوارع مدينتك، تدخل وتخرج متى شئت، تنام وقتما رغبت، تعارض أو توافق، تصمت أو تتكلم… قد لا يخطر ببالك أن ما ترفل فيه من حرية هو كنز لا يقدّر بثمن، ونعمة لا يحسّ بوزنها إلا من سُلبت منه.
في الزنازين البعيدة، خلف القضبان والأسوار العالية، يعيش آلاف الرجال والنساء في صمت ثقيل، تتردد في جدرانهم أنفاس مكبوتة وأحلام مؤجلة. هناك فقط، تعرف كم هي الحياة ثمينة حين تكون حرًا. هناك، تصبح أبسط التفاصيل – كالخروج إلى الشارع، أو اختيار ثيابك، أو حتى الجلوس مع أسرتك – أمانٍ صعبة المنال.
الحرية ليست مجرد حق قانوني نطالب به أو شعار نردده، بل هي الهواء الذي نحيا به، والفضاء الذي نحقق فيه ذواتنا. والمؤلم أن كثيرين لا يشعرون بها إلا حين يفقدونها، ولا يدركون عظمتها إلا من خلف قضبان الحديد، أو في قلوب محبوسة بالخوف، أو في أوطان لا تسمح بالصوت الآخر.
لا تستهِن بحريتك، ولا تنسَ أنها كانت حلمًا لغيرك، ولا تزال حسرة في نفوس كثر. احفظ حريتك بالفكر، لا بالفوضى. بالدفاع عن حرية الآخرين، لا بالسكوت عن قهرهم. فالحرية مسؤولية، وليست امتيازًا.
تأمل هذا القول: “الحرية التي ترفل فيها ولا تحسبها شيئًا… تعُجّ السجونُ بالذين فقدوها!”
ربما يختصر هذا وحده آلاف المآسي… ويوقظ فيك شيئًا من الامتنان.
