لا تُحسِنْ إلى من لا يستحق
بقلم: حسن فقير – Nabae24.com
قيل في الحكمة: “مَن يُطعِم الأفعى يُمهِّد لنفسه لدغةً مميتة.”
وقد صدق القائل… فبعض القلوب لم تُخلَق لتفهم معنى الإحسان، وبعض النفوس وُلدت جاحدةً لا تُقدِّر معروفاً ولا تحفظ وُدّاً.
في هذا الزمن الذي اختلطت فيه القيم، لم يعُد كل إنسان أهلاً للعطاء أو مستحقاً للمعروف. فقد تصادف أناسا، كلما أكرمتهم تمادوا، وكلما سامحتهم جرحوا، وكلما أعطيتهم من قلبك… رموك بسهام الغدر من ظهورهم.
إنّ الإحسان فضيلة، نعم… لكنه يصبح غباءً حين يُوجَّه لقلوبٍ لا تحمل ذرة وفاء. فالعطاء حين يُنفق على من لا يستحق، لا يُثمر امتناناً، بل يُولِّد طمعاً. تماماً كمن يضع زهرة في يد عابث، فيدهسها دون أن يُدرك جمالها.
الحياة دروس، وأقسى دروسها أن تتعلم بعد طعنات متتالية، أن بعض من أحسنت إليهم لم يكونوا بحاجة إلى كرمك، بل إلى حدود تردعهم.
أحياناً، تكون القسوة أبلغ من الحنان، والابتعاد أنفع من القرب، والصمت أصدق من الكلام.
فلتكن حكيماً في عطائك، حارساً لقلبك، واعياً أن لا تُلقي لآلئك أمام من لا يفرق بينها وبين الحصى.
الإحسان لا يُمنح إلا لمن يعرف قيمته، تماماً كما لا يُهدى الذهب لمن يزن الأمور بالتراب.
تذكّر في النهاية : أن تُحسِن إلى غير مستحق، ليس نُبلاً منك… بل دعوةٌ مفتوحة للخذلان.
