الفقيه بن صالح: تتضح الصورة… و لتبقى الحقيقة أقوى من الانطباع
في الآونة الأخيرة، اشتدّ النقاش حول مسار إقليم الفقيه بن صالح، بين من يراه إقليماً يشقّ طريقه بثبات نحو التمدّن والازدهار، وبين من يقلّل من حجم التحولات التي يعيشها. ولأنّ الرأي العام يستحق الحقيقة كما هي، بعيداً عن الانطباعات المتسرّعة، وجدتُ أنه من الضروري العودة إلى نقطة الانطلاق: سنة 2009، حين أقدم المغرب على إحداث 13 إقليماً جديداً، من بينها الفقيه بن صالح.
اختياري لهذا الموضوع ليس دفاعاً مجانياً ولا انحيازاً عاطفياً، بل رغبة في إزالة اللبس وتوضيح حجم المجهودات التي تُبذل يومياً داخل الإقليم، سواء من طرف العمالة أو المصالح اللاممركزة أو الجماعات الترابية أو الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين. والغاية الوحيدة هي توحيد المعرفة لدى الساكنة، وخلق رؤية صحيحة، لأن التنمية لا تُقاس بالشعارات، بل بالمعطيات الآمنة والحقائق على الأرض.
ولإعطاء القراء صورة أوضح، أضع بين أيديهم جدول مقارنة مختصر بين الفقيه بن صالح وباقي الأقاليم المحدثة في نفس السنة. ليست مقارنة للتفوق، بل مقارنة للإنصاف… حتى نعرف أين كنا، وأين وصلنا، وإلى أين نتجه.
📊 جدول مقارنة مختصر بين إقليم الفقيه بن صالح والأقاليم المحدثة سنة 2009
مجال المقارنة الفقيه بن صالح الأقاليم الأخرى (سيدي بنور، اليوسفية، الدريوش، تنغير، وزان… إلخ)
النمو الديمغرافي أعلى نسب النمو، ساكنة شابة وفاعلة غالباً أقل كثافة و أقل نمواً
التمدّن والتوسع العمراني توسع عمراني واضح، أحياء جديدة، تجهيزات حضرية متقدمة متفاوت… بعضها ما زال في بدايات التمدّن التنمية الاقتصادية تنوع قوي: فلاحة عصرية + صناعة غذائية + تجارة واسعةيعتمد أغلبها على قطاع واحد
جاذبية الاستثمار إقبال متزايد بفضل الموقع و اليد العاملة محدود في عدة أقاليم
البنية التحتية طرق، مرافق، مؤسسات في تحسّن مستمر متفاوت… بعضها يعاني خصاصاً
سوق الشغل فرص تشغيل مهمة و متنامية محدود في أغلب الأقاليم الحديثة
الحركية والتواصل موقع استراتيجي يربط عدة مدن كبرى أغلبها أقل ارتباطاً بمحاور الاقتصاد
جودة العيش والخدمات تحسن ملحوظ على مستوى الصحة والتعليم والإدارة متفاوت و متأخر نسبياً
دينامية المجتمع المدني حضور قوي لجمعيات شبابية وطموحةمتفاوت وضعيف في بعض المناطق
وتيرة الإنجاز نهضة واضحة وملموسة لدى الساكنة متباينة وغير مستقرة
و ختاما أقول:
اليوم، و بعد أكثر من 15 سنة على إحداثه، لم يعد الفقيه بن صالح إقليماً ناشئاً… بل رقماً صعباً في المعادلة التنموية. لم يصل بعد إلى خط النهاية، لكنه تجاوز الكثير من العقبات، وتقدّم بخطوات واثقة وواقعية. وما يتحقق ليس صدفة، ولا نتيجة ظرفية، بل ثمرة عمل متواصل لرجال و نساء يشتغلون في هدوء و صمت، و يبنون ما هو أهم من الكلام: الإنجاز.
و من يقلّل من قيمة هذا المسار، فهو ببساطة لا يواكب التحولات المتسارعة التي يشهدها الإقليم في السنوات الأخيرة، و لا يرى تلك النهضة التي أصبح يلمسها المواطن في يومياته: في الطرق، في الإدارات، في العمران، في الاستثمار، و في تحسّن جودة العيش.
الفقيه بن صالح اليوم ليس فقط إقليماً يتطور… بل ورشة مفتوحة تتحرك بإرادة، و تنهض برجولة، و تكبر بفخر. و إنّ الاعتراف بالمجهود واجب أخلاقي قبل أن يكون موقفاً صحفياً.
عمود أسبوعي يوقعه الكاتب الصحفي ذ. حسن فقير






