النية الطيبة… نصرٌ مؤجل لا يُهزم

النية الطيبة… نصرٌ مؤجل لا يُهزم
hassan faqir31 يوليو 2025آخر تحديث : منذ 22 ساعة

النية الطيبة… نصرٌ مؤجل لا يُهزم

بقلم: حسن فقير
نبأ24 // رأي

قد يُخدع الإنسان الطيب مرارًا، وتُسرق منه الفرص، وتُكسر خواطره في منعطفات الطريق… لكنه لا يُهزم. فكل خسارة يتلقاها صاحب النية الطيبة، ما هي إلا درس في الصبر، وتمرين على الثبات، واستعداد لصعود قادم لا يشبه السقوط.
في هذا العالم الذي يغري بالخداع، ويكافئ المراوغة أحيانًا، يبدو صاحب النية الصافية كمن يسبح عكس التيار، تارة يُستبعد، وتارة يُتهم بالسذاجة، وأخرى يُتهم بقلة الحيلة. ومع ذلك، يبقى متشبثًا بخيوط الخير، يزرع الأمل حيث يزرع غيره الشك، ويبتسم رغم انكساراته، ويمنح رغم قسوته الحياة عليه.
لكن، لو أنصفنا الحياة ببصيرة العاقلين، لعلمنا أن الفوز الحقيقي ليس آنياً ولا يُقاس بالمكاسب السريعة، بل هو ذاك الذي يأتي في النهايات… حين يذبل زيف الأقنعة، ويزهر صدق القلوب. عندها فقط، تنتصر النوايا الطيبة، وتُجبر الخواطر المكسورة، وتُرد الحقوق إلى أصحابها، لأن الله لا يُضيع أجر من أحسن عملاً، ولا يُبخس أحدًا نيته الطاهرة.
فالنية الطيبة ليست ضعفًا، بل هي شجاعة من نوع خاص؛ شجاعة أن تبقى نظيفًا في عالمٍ كثير التلوث، أن تختار الصفاء وسط الضجيج، وأن تستمر في العطاء حتى وأنت مجروح. لأن أصحاب النية الطيبة لا يفوزون بسرعة، لكنهم يفوزون بيقين… وذاك هو النصر الأجمل.

رابط مختصر
اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات

الاخبار العاجلة