قُدْرَةُ ٱلْبَشَرِ في ٱخْتِراعِ ٱلْمُشْكِلاتِ مُبْهِرَةٌ..

قُدْرَةُ ٱلْبَشَرِ في ٱخْتِراعِ ٱلْمُشْكِلاتِ مُبْهِرَةٌ..
hassan faqir3 يوليو 2024آخر تحديث : منذ 3 أشهر

قُدْرَةُ ٱلْبَشَرِ في ٱخْتِراعِ ٱلْمُشْكِلاتِ مُبْهِرَةٌ..

        في علمِ الإدارة، هناك حكايةٌ طريفةٌ تقولُ:

        إنَّ نملةً كانت شغوفةً بعملها في جمع حبوبِ القمحِ من الحقولِ، إلى درجة أنَّ الأسدَ ملكَ الغابةِ كان منبهراً من كفاءتها و إخلاصها، فهي لم تتأخرْ يوماً عن وقتِ عملها، و تأتي سعيدةً و تنصرفُ سعيدة، و إنتاجها أعلى مما هو متوقع منها.

         فقالَ في نفسه: إذا كانتْ هذه النملةُ تستطيعُ أن تعملَ بكل هذه الحيوية، و أن تُنتجَ هذه الكمية الكبيرة دون إشرافٍ، فمن المؤكد أن إنتاجها سيتضاعفُ فيما لو كان هناك من يُشرفُ عليها؛ لهذا قرَّرَ أن يعيّنَ لها العنكبوتَ مشرفاً.

        باشرَ العنكبوتُ وظيفته الجديدة بتعيين السلحفاةِ لتقوم بمهمة تدوين محصول النملةِ اليومي، و عيَّن الصُّرصارَ مراقباً لدوامها، الأمر الذي أدّى إلى تدنّي دافعية النملة للعمل، فهي ليست معتادة على كل هذه التعقيدات الإدارية، مما جعلَ العنكبوتُ يُعيّنُ الهدهدَ مرشداً نفسيّاً عليها، علّها تستعيد بعض نشاطها.

        و على وقع إرشادات الهدهدِ التي ليس لها علاقة بأصلِ المشكلة، تدّنتْ دافعيّة النملة للعمل أكثر، وقلَّ انتاجها؛ فانزعجَ الأسدُ من هذا التّدني في مستوى الإنتاج، و شكّل لجنة تحقيق.

         إِجتمعت اللجنة مع فريق العمل كلّه، و بعد بحثٍ طويلٍ،  و دراسةٍ معمَّقةٍ قررتْ فصل النّملةِ من العمل.

        القَصّة على رمزيتها و طرافتها, إلا أنّ أمثالها يحدثُ يوميّاً في الحياة.

        منذ مُدَّةٍ.. عرضَ تليفزيون «BBC» تقريراً عن السَّباح الأميركي لويس توماس، الذي كان سبَّاحاً فاشلاً في مقارعة السَّباحين الرِّجال، فهو لم يعتلِ يوماً منصَّاتِ التتويج، فقرَّرَ تغيير جنسه، و تحوَّل في يومٍ و ليلة من لويس إلى لِيا، و هكذا صار بإمكانه الاشتراك في مسابقات السّباحة النسائية، و بقدرة عضليّة أكبر من المنافسات النّساء أصبحَ يُحقق الفوز.

         المشكلة ليست هنا، و إن كانت هذه بحدِّ ذاتها مشكلة، و لكن السَّباحات تضايقنَ من دخول الأخ لويس سابقاً الأخت لِيا حالياً إلى حمَّاماتهنّ، و غُرَف ملابسهنَّ، و أبدينَ انزعاجهُنَّ في عريضةٍ أرسلنها إلى الاتحاد الأميركي للسِّباحة، فقام الاتحاد بإرسال مرشدين نفسيين إلى السَّباحات ليساعدوهنَّ على تخطّي هذه المشكلة.

        إنها ببساطة قصّة النملة.

        اِختلِقْ مشكلةً ثمَّ اخترِعْ لها حلًّا عبيطا.

        يُذكرني هذا بالأُم التي أخذت تُقنعُ ابنها في الزَّواج، و كان مما قالته له: أحضِرْ زوجةً تُعينك على حلّ مشكلاتك.

        فقال لها: و لكن ليس لديَّ مشكلات.

        فقالت له: تزوَّجْ و سيصبح لديك.

        قدرة البشر في اختراع المشكلات مبهرة، شيءٌ ما يُشعركَ أن هناك ذكاءً يعملُ بطريقةٍ عكسيَّةٍ، هناك مشكلات تحتاج إلى عبقرية مقلوبة، ليتمَّ اختراعها! و من المؤكد أنّ بعض النّاس، يُزعجهم أن يروا الأمور تسير على ما يُرام.

-منقول-

رابط مختصر
اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات

الاخبار العاجلة