مصير الوطن بين أنين الصمت و واجب الكلمة

مصير الوطن بين أنين الصمت و واجب الكلمة
hassan faqirمنذ 6 ساعاتآخر تحديث : منذ 6 ساعات

مصير الوطن بين أنين الصمت و واجب الكلمة

نبأ24 // حسن فقير

        نعيش اليوم مرحلة مفصلية من تاريخ وطننا، مرحلة تتزاحم فيها التحديات، وتتربص بها الأزمات، وتتكالب فيها المحن من كل حدب وصوب. مرحلة لم تعد فيها المخاطر خارجية فقط، بل تسلّلت إلى الداخل، مستهدفة وحدتنا الوطنية، ومتجاوزة كل خط أحمر لطالما اعتبرناه من ثوابت بقائنا ومصدر عزتنا.
        وفي هذه اللحظة الدقيقة، لا يحق لأحد أن يصمت. الصمتُ في حضرة الوطن الموجوع ليس حيادًا، بل تواطؤ. والحياد في زمن التشويش والتشكيك ليس حكمة، بل تقصير في أداء الواجب. إن التضليل لم يعُد يُمارس من خلف ستار، بل بات يُعرض على الملأ، مُغلّفًا بشعاراتٍ براقة، يُراد بها باطل يُدثَّر بلبوس الحق. الفتنة تتغذى من هذا المشهد المشوَّش، والخطر الحقيقي لم يعُد ذاك العدو الذي نراه، بل ذاك الذي يُفرّق الصف، ويهدم القيم، ويزرع الشكوك في النفوس.
        نكتب اليوم لا لنزيد الضجيج، بل لننقل نبض الهمّ الوطني إلى كل ضمير حيّ، في الداخل كما في الخارج. نكتب لنوقظ الغافلين، لنذكّر بأن الانتماء لا يكون بالشعارات، بل بالفعل، بالكلمة الصادقة، بالموقف الحرّ، بالالتفاف حول الوطن لا حول الأهواء.
        إن هذا الوطن، الذي احتمل الكثير وصمد أمام العواصف، لا يستحق أن نخذله بصمتنا، ولا أن نتركه فريسةً لأدعياء الوطنية ممن يتقنون فنون الشعارات، ويجهلون أبجديات الوفاء. نحن أمام امتحان تاريخي، واختبار وعي، فإما أن نكون على قدر هذا الوطن، أو نُترك في هامش التاريخ، نتلوّى في خيباتنا.
         المطلوب اليوم كلمة صادقة، وعقل مستنير، وضمير حيّ. المطلوب أن نسمو فوق الانقسامات، وأن ندرك أن الوطن لا يُبنى بالشتائم، بل بالحوار، لا يُصان بالخوف، بل بالوعي، ولا يُحمى بالاصطفافات الضيّقة، بل بالوحدة الراسخة.
      فلنكن صوت الحق حين يُراد له أن يصمت، ولتكن أقلامنا سيوفًا ضد الجهل والتضليل، ولنجعل من الكلمة الصادقة عهدًا مع شعارنا الخالد: “الله الوطن الملك “، لا يخونه الزمن، ولا تنال منه العواصف.

رابط مختصر
اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات

الاخبار العاجلة