الصحافة ليست درعًا لحماية الانتهاكات
NaBae24//FQA
ليست الصحافة مهنةً مجردة من المسؤولية، ولا يليق بها أن تُختزل في شعارات “الحرية” حين تتحول إلى ستارٍ للتغطية على الانتهاكات، أو منصة تُمارس من خلالها أشكال الابتزاز العاطفي، بحجة الدفاع عن الكلمة وحرية التعبير. فالصحافة، حين تُستَخدم لتبرير الإساءات أو التنصل من المحاسبة، تفقد جوهرها الأخلاقي، وتتحول من منبر للحق إلى سلاح يُوجَّه ضد الضحايا لا من أجلهم.
كيف يمكن أن تُرفع راية “المهنية” في الوقت الذي لا تزال فيه نساء يحملن وجع ما تعرضن له تحت إدارتك؟ أولئك اللواتي لم ينلن حتى اليوم عدالةً تُداوي ما كُسر فيهن، أو على الأقل اعترافًا بالخطأ؟ الحديث عن “الصحافة المهنية” لا يصحّ أن يُبنى على الإنكار، ولا أن يُقدَّم فوق جراح لم تندمل، بينما إحداهن وُوريت الثرى، وتركت خلفها طفلين يتيمين، وعلامات استفهام لا تزال بلا أجوبة.
الحرية، أيها المتحدثون باسمها، لا تُستعاد بإنكار الجريمة. لا تُربح المعارك الإعلامية عبر التطاول على من امتلكن الشجاعة لكشف المستور. لا بودكاست مُغلف بالحكمة الزائفة يمكنه طمس الحقيقة، ولا سرديات مهنية تُكافئ المعتدين على حساب ضحايا صمتن طويلاً قبل أن ينفجرن بكلمة.
الصحافة أخلاق، قبل أن تكون مهنة. وعدالة، قبل أن تكون شهرة. وإن لم تكن إلى جانب الضعفاء، فهي ببساطة جزء من القمع، لا من الحرية.
