“الطوابرية في الأحمر… ومؤشر بورصة ‘مصادرهم’ ينذر بالكارثة!”
NaBae24//FQA
يبدو أن البلاد دخلت مرحلة جديدة من السريالية السياسية والاجتماعية، حيث أصبحت بعض الوجوه – المعروفة إعلامياً وشعبياً – مؤشراً لقياس منسوب التوتر، الفشل، أو حتى السقوط الحر في دركات العبث. إذا حاولنا تحليل “بورصة الطوابرية”، فسنجد أن أسماء مثل علي لمرابط، جيراندو، المومني، ومحمد حاجب أصبحت أشبه بمؤشرات داو جونز، ولكن بنسخة مغربية مقلوبة.
علي لمرابط، الذي كان ذات يوم صحفياً يُحسب له ألف حساب، اليوم يبدو كمن ضاع في متاهات التغريدات والتحاليل المرتبكة، يغازل تارةً روايات حقوقية، وتارةً أخرى ينزلق في مهاترات تصب الزيت على نار فقدان المصداقية.
جيراندو، صانع “الهمزة” الرقمي، يتقلب بين اللايفات والتخمينات، حتى بات الناس يسألون: واش هاد السيد خبير في الأمن ولا في الزلط السياسي؟ ومن يموله بالضبط؟ بورصته في الأحمر، لكن على حساب جمهور يحب الفرجة لا الحقيقة.
المومني، صاحب تاريخ في العويل الرقمي، لا يفوّت فرصة للركوب على موجات الحنق الشعبي، لكن دون تقديم بدائل أو رؤى واقعية. كل مرة يفتح فمه، يتهاوى قليلاً ما تبقى من وزنه الرمزي، كأن بورصته تنهار بفعل الضغط المفرط.
محمد حاجب، حالة خاصة، جمع بين خطابة تآمرية وحماسة زائدة، مستغلاً لحظات الضعف العامة ليزرع أفكاراً أشبه بفقاعات صوتية، تنفجر سريعاً أمام أي نقاش منطقي أو طرح جاد.
أما “مؤشر مصادرهم”، فهو أشبه بشفرة سرية لا يعلم كنهها أحد. تارة “مصادر موثوقة”، وتارة “خوتنا ف الداخل”، وغالباً ما تكون مجرد اجتهادات موجهة نحو التأثير العاطفي دون دليل. النتيجة؟ انخفاض الثقة، تآكل التأثير، و”بورصة الطوابرية” تتهاوى يوماً بعد يوم.
الوضع لا يبعث على التفاؤل. البلد غارق في التناقضات، الإعلام تحوّل إلى حلبة صراع، والمعارضة – إن وُجدت – تستجدي المشاهدات بدل بناء خطاب بديل حقيقي. في زمن كهذا، يصبح من الطبيعي أن يعتلي أشباه المحللين المنصات، وتصبح البورصات الفكرية في الأحمر القاني.
لكن الشعب، مهما بدا مستسلماً أو لا مبالياً، يظل أذكى من أن يُخدع طويلاً. والتاريخ علمنا أن لكل موجة ذروتها… ثم أفولها.
