لا تَسْتَرِقوا ٱلنَّظَرَ إِلى حَياةِ جارِحِيكُم.. !!
. اَلْأُمور السيئة تقع دوما، هذه الدنيا مليئة بالغادرين وقليلي الأصل، زاخرة بالمرضى النفسيين الذين لا يتعالجون و إنما يتعالج ضحاياهم! إلا أننا أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن نعيش كضحايا أو كناجين!
اَلشخص الذي يختار أن يعيش ضحية، سيبقى سجين ماضيه، سيمر العمر عليه، و ساعته الزمنية متوقفة على توقيت جرحه!
سيبكي دون فائدة، و سيُطيل العتب الذي لا طائل منه، و كلما جف جرحه قليلا، سيعمد إلى قشرته و ينزعها، ليبقى غضا طريا!
فلا هو قادر على أن يُعيد الحكاية من أولها، ليأخذ حذره، و لا هو قادر على أن يطويَ الصفحةَ و يمضي!
سيَتْعَب و يُتعِب من معه، لن يعطيَ فرصةً لنفسه ليُحِبَّ و يُحَبَّ مجددا، لن يكون قادرا على الثقة بأحدٍ، و من تبعات هذه أن لا يكون مصدر ثِقةٍ لأحدٍ، لأن الحب و الثقة بذر أولا، ثم حصاد، ولا حصاد إلا لباذرٍ!
أما الشخص الذي يختار أن يعيشَ كناجٍ، فسيطوي الصفحة و يَمضي، سيَتَعَلَّمُ الدرسَ من الفاجعة، و سيكون حَذراً لا شَكاكاً، سَيَتَقدم بعقله، و يَتراجع بقلبه، و سيحمد الله أن الأمور السيئة التي وقعت، كان بالإمكان أن تكون أسوأ، و أن الصفعةَ ثَمنٌ عادلٌ مقابل أن يستيقظ، فإنها فاجعة أخرى أن يبقى المرء مُغَفلا و أُلعوبة!
. الناجي يعلم أن ما حدث كان بسوء اختياره، و أن الدنيا مليئةٌ بالأشخاص الجيدين كما هي مليئة بالأشخاص السيئين!
جُرح الحب يُداويه حُب جَديد، و إنْ بِحذرٍ هذه المرة، لأن الفرصةَ الثانيةَ مخيفةٌ أكثر من الفرصة الأولى، لأن المرء يعلم مقدار ما يخاطر به، إنه قلبه!
صديق نذل سيطويه صديق طيب، وجرح الثقة سيندمل مع شخصٍ وفيٍ!
تجاوزوا السيئين، لا تسمحوا لهم أن يُفسدوا حاضركم كما أفسدوا ماضيكم، لا أحد يَستحق أن تَهبه صداقتك مرتين!
. لا تَستَرِقوا النظر إلى حياة جارحيكم، تَخلصوا من هذا الفضول الذميم!
أبعدوهم بالمرة ! و أهيلوا على ذكراهم التراب، و تابعوا حياتكم، أشرِقوا مُجددا، أثبِتوا لأنفسكم أولا و لهم ثانيا، أن الحياة لا تتوقف على أحد، و أن من كان لائقا بقلوبنا أحببناه، و من كان نذلا لم نكرهه، إنه أقل شأنا أن نَمنحه شُعورا مهما كان نوعه.. -منقول-
