“صورة مفبركة… و واقعية لا يُزَوَّر”

“صورة مفبركة… و واقعية لا يُزَوَّر”
nabae 249 ديسمبر 2025آخر تحديث : منذ يومين

“صورة مفبركة… و واقعية لا يُزَوَّر”
NaBae24
لم يعد المغرب اليوم يواجه تحديات التنمية فقط، ولا معارك البناء والمشاريع الكبرى، بل بات يخوض معركة من نوع آخر… معركة صامتة، شرسة، وخبيثة، تتسلل من خلف الشاشات وتنتشر كالدخان الأسود في فضاء التواصل الاجتماعي. إنها حملات التشويه الممنهجة التي أصبح يقودها بعض ضعاف النفوس، ممن اختاروا الاصطياد في الماء العكر وتلويث صورة وطنٍ صنع تاريخه بشرف، وسار في طريق الإصلاح بثبات.
هؤلاء، وهم قلة والحمد لله، وجدوا في فبركة الصور وتزييف الوقائع وسيلة سهلة لزرع الشك، وبث الفتنة، وتقليل قيمة المغرب في أعين أبنائه أولًا قبل غيرهم. يستهدفون رجالاته الشرفاء، ونساءه المكافحات، وشبابه النابض بالحياة، بل ويطعنون في مجهودات السلطات المحلية، وفي المؤسسات التي تعمل ليل نهار لخدمة المواطنين رغم الصعاب والإكراهات.
إن خطورة هذه الحملات لا تكمن فقط في مضمونها الزائف، بل في توقيتها وأهدافها. فهي تظهر دائمًا حين يحقق المغرب خطوة إلى الأمام، أو يسجّل إنجازًا يُحسب له، وكأن أصحابها يزعجهم أن يروا هذا الوطن مرفوع الرأس، قويًّا بإنجازاته، متماسكًا بوحدته، واثقًا بمستقبله.
لكن التاريخ علمنا أن الأوطان لا تُهدم بصوت نشاز، ولا تتأثر بصور مفبركة مهما كانت جودتها، لأن الوطن الذي صمد أمام تحديات أكبر، وخرج منها أكثر قوة، لن تهزه خربشات رقمية ولا أحقاد موسمية.
المغرب اليوم يحتاج إلى وعي أبنائه، إلى احترام الحقيقة، وإلى محاربة الإشاعة بقدر ما نحارب الجهل والفوضى. كما يحتاج إلى أن يتأكد كل مواطن قبل أن يشارك صورة أو ينشر خبراً، لأن ضغطة زر واحدة قد تظلم مدينة بأكملها، أو تلطخ سمعة مؤسسة، أو تسيء لرجال ونساء يشتغلون بضمير.
وفي النهاية، يبقى المغرب أكبر من هؤلاء جميعاً… أكبر من الحاقدين، ومن المتصيدين في الظلام، ومن محترفي التزييف. وطنٌ كلما حاول البعض إسقاطه من الصورة، ازداد إشراقًا في الحقيقة.
عمود أسبوعي يوقعه الكاتب الصحفي ذ. حسن فقير

رابط مختصر
اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات

الاخبار العاجلة