بين التكوين والتأثير.. أسئلة مشروعة حول مبادرة جماعة الفقيه بن صالح
هل هو دعم للمهارات الصحفية أم محاولة للاقتراب من الأقلام الرقابية؟
✍️ بقلم: فقيــر حســن
أثار الإعلان الصادر عن الصفحة الرسمية للمجلس الجماعي للفقيه بن صالح، بشأن تنظيم دورة تكوينية لفائدة المراسلين الصحفيين المحليين، حول موضوع “تقنيات الروبورتاج الإخباري عبر الهاتف المحمول”، جدلاً واسعاً في الأوساط الإعلامية والحقوقية بالمدينة.
مبادرة تحمل نوايا طيبة… ولكن
لا شك أن فكرة التكوين في ذاتها تبقى خطوة إيجابية، لأنها تسهم في الارتقاء بالعمل الصحفي المحلي، وتمنح المراسلين فرصة لاكتساب مهارات حديثة تتماشى مع متطلبات الإعلام الرقمي.
فالصحافة المواكِبة لتطور التكنولوجيا تحتاج إلى تكوين مستمر، وإلى دعم فعلي يمكنها من أداء رسالتها النبيلة على أكمل وجه.
إشكال الاختصاص والمسؤولية
غير أن السؤال الذي طرح نفسه بقوة هو: هل المجلس الجماعي جهة مختصة بتنظيم تكوينات إعلامية؟
القوانين المنظمة للجماعات الترابية تحدد مجالات تدخلها بوضوح، وهي لا تشمل التكوين المهني في ميدان الصحافة والإعلام.
فهذا المجال من صميم اختصاص المعاهد الإعلامية والمؤسسات الأكاديمية والمهنية المعترف بها، وليس من وظائف المجالس المنتخبة التي تُعنى بتدبير الشأن المحلي وخدمة المواطنين.
ما بين النية الحسنة والتأثير غير المبرر
هنا يطرح المراقبون تساؤلاً وجيهاً:
هل نحن أمام مبادرة ذات نية حسنة تروم دعم الصحفيين المحليين وتطوير مهاراتهم؟
أم أمام محاولة للتقرب من بعض الأقلام الإعلامية التي يُفترض أن تمارس دورها الرقابي بكل استقلالية تجاه أداء المجلس؟
الخلط بين موقع السلطة الترابية ودور الصحافة الحرة قد يُفهم أحياناً على أنه مسعى للتأثير الناعم، ولو بغطاء تكويني.
الشفافية… مفتاح المصداقية
إن الوضوح في الجهة المؤطرة، والأساس القانوني، ومصادر التمويل، ومعايير اختيار المشاركين، هو ما يمنح أي مبادرة مثل هذه مشروعيتها ومصداقيتها.
فالمبادرات الحسنة تفقد بريقها حين يغيب عنها الوضوح، أو حين تُطرح حولها أسئلة أكثر من الأجوبة.
الحاجة إلى الوضوح في العلاقة مع الإعلام
إن ما تحتاجه مدينتنا اليوم ليس فقط تكويناً في تقنيات التصوير أو المونتاج، بل وضوحاً مؤسساتياً في العلاقة بين المجالس المنتخبة والإعلام المحلي.
علاقة تقوم على الاحترام المتبادل والاستقلالية المهنية، لا على تبادل الأدوار أو التداخل في الاختصاصات.
فالفقيه بن صالح، بكل طاقاتها وكفاءاتها، تنتظر قرارات تنموية ملموسة، تعيد الثقة وتلبي حاجيات المواطنين، قبل حاجتها إلى دورات تكوينية في مجالات ليست من صميم عمل الجماعة.
تحية وفاء في ذكرى المسيرة الخضراء
ومع اقتراب ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة، نستحضر جميعاً بفخر ملحمة الوحدة والتلاحم بين العرش والشعب.
ونجدد العهد والولاء لجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، الذي يقود المغرب بخطى واثقة في مسيرة البناء والتنمية، محافظاً على وحدة الوطن وسيادته، ومواصلاً درب الآباء والأجداد في صون الأرض والكرامة.
