الشعب الذي لا تنطلي عليه الألاعيب
نبأ 24
نعمةُ الأمن والأمان من أعظم ما حبانا اللهُ به في هذا الوطن. هي النعمة التي لا يُدرك قيمتها إلا من ذاق مرارة الخوف أو عاش في بلادٍ تتقاذفها الفوضى والصراعات. في المغرب، لم تكن هذه النعمة وليدة الصدفة، بل ثمرةُ تضحيات جسام، وسهر رجالٍ ونساءٍ نذروا أنفسهم لحماية الوطن وصون استقراره.
لكن، للأسف، هناك من لا يروق له هذا الاستقرار. يتحرك في الخفاء، ينسج خيوط الفتنة ويدّعي الدفاع عن “الحقوق” وهو في الحقيقة يسعى إلى زعزعة الثقة بين المواطن ومؤسساته. شعاراتٌ براقة وأصواتٌ مرتفعة، ظاهرها الغيرة وباطنها الحقد، تحاول عبثًا النيل من تماسك المجتمع ووحدته.
غير أن المغرب، بحمد الله، ليس سهل الاختراق. فشعبه — بحكمته وتجربته ووعيه — أدرك أن الحفاظ على الأمن مسؤولية جماعية، وأن من يعبث بالاستقرار إنما يعبث بمستقبل الأبناء وبحياة الأبرياء. المغاربة تعلموا من التاريخ أن الفوضى لا تجلب إلا الخراب، وأن الأوطان تُبنى بالعقل لا بالصخب، وبالعمل لا بالشعارات.
سيبقى هذا الشعب، على الدوام، الحارس الأمين لوطنه، يميز بين الغيور الصادق والمندس الحاقد، ويقف صفًا واحدًا خلف ثوابته ومؤسساته. لأن المغرب ليس مجرد أرض، بل روحٌ في قلب كل مغربي، وروح الوطن لا تُخترق.
بقلم: حسن فقير





