إدريس فرحان.. للخيانة وجوه عديدة
De // NaBae 24
من يُطالع المقالات المنسوبة لإدريس فرحان، صاحب صفحة الشروق نيوز 24، يخرج بقناعة راسخة مؤداها أن الرجل مَجرَّد واجهة صورية لأقلام مُتعدِّدة، تَكتب بأخطاء لغوية غير متشابهة، وتتبنى مواقف غير مُتجانسة وأحيانا مُتناقضة.
كما أن التمعُّن الجيد في “بروفايل” إدريس فرحان قد يَزيغ بالقارئ إلى متاهات التصنيف! فهذا الهارب بإيطاليا يُقدم نفسه أحيانا مُعارضا للملكية وللنَسق السياسي المغربي، وفي نفس الوقت تَجده يُنافح عن جهاز الشرطة ورجال الأمن الذين يُعتبرون في طليعة حراس النظام!
فهل معارضة النظام المغربي وتبنّي مواقف البوليساريو قد تَجعل من إدريس فرحان في الوقت ذاته مدافعا عن نساء ورجال الشرطة المغاربة! من الواضح أن خيال الرجل يَستوعِب كل متناقضات الأشياء، وهي إما علامة من علامات “السكيزوفرينيا”، أو ربما هي نتيجة طبيعية لتعدُّد “التسريبات” التي يَتوصَّل بها والصادرة عن جهات وأشخاص مُختلفين في الأجندات والخلفيات!
وهنا يَحق لنا أن نتساءل: هل من المنطقي أن يُخصِّص إدريس فرحان حيزا كبيرا من مقالات “الشروق” للدفاع المزعوم عن نساء ورجال الشرطة، وهو في الوقت ذاته يَتهم جهاز الأمن بقتل السائحتين الإسكندنافيتين اللاتي أودت بحياتهما أيادي الإرهاب بمنطقة إمليل بضواحي مراكش؟
وهل من الممكن أن نُصدِّق أن ادريس فرحان يَكتب بغيرة مُفرطة على نساء ورجال الأمن، وأنه يَرنو تحقيق العدالة الوظيفية، وهو في الوقت ذاته يتهم هؤلاء الشرطيين بممارسة التعذيب وتزوير المحاضر وغيرها من المزاعم الكاذبة والأخبار الزائفة؟
فمن المؤكد أن من يُحرِّكون إدريس فرحان، أو من يهمسون في رصيده البنكي، يراهنون عليه في تصريف “عدائية المرحلة”، بعدما خبا وأفل وميض باقي مرتزقة الأنترنت، وفي طليعتهم الكوبل الفيلالي ووهيبة خرشش ومحمد حاجب وصاحب قناة فسحة الذين باتوا مؤخرا عُرضة للسخرية السوداء من طرف أمال بوسعادة، حليفة إدريس فرحان وشريكته في إشاعة مذكرات البحث الوهمية في حق مسؤولين أمنيين مغاربة.
ومن غير المستساغ أيضا أن يكون إدريس فرحان مع وضد رجال الشرطة في الوقت ذاته! ومن غير المنطقي كذلك أن يَكتب إدريس فرحان مقالات بأخطاء لغوية بديهية، كهمزة القطع، وفي مقالات أخرى يَحرص على التنوين وعلامات الترقيم! فإما أن الرجل تَفوَّق على مفهوم “الحربائية”، أو ربما أن من بين من يَكتبون له هناك أناس يَدرسون فصول اللغة ويَفهمون في نظرية التسريبات الحاقدة.
ومبدئيا، كان من الممكن تَفهُّم لعبة إدريس فرحان التي يُراهن فيها على الظهور بمظهر “فارس العدالة في صورة راهنية” الذي يَتقمَّص دور الدفاع عن مصالح المغرب والمغاربة والحريص على مصلحة نساء ورجال الشرطة. لكننا عندما نُطالع مواقف الرجل المناصرة للجزائر وللبوليساريو، والمتطاولة على جلالة الملك، نُدرِك جيدا صورية تلك المواقف وزعمها، ونَتيقَّن بأننا أمام رجل أخرق بمواقف عديدة متباينة، أو أننا أمام أجندات مُتعدِّدة تتراقص برجل أحمق واحد!
فهذا هو بروفايل إدريس فرحان، المدان بجرائم النصب والاحتيال والابتزاز بإيطاليا. فالرجل دخل مؤخرا كرديف أو كلاعب احتياط للملعب الذي تُخاض فيه مباريات الهجوم على المغرب وتشويه صورته، بعدما تراجعت مردودية وأداء اللاعبين الأساسيين، وفي مقدمتهم الإرهابي محمد حاجب والنصاب زكرياء مومني والعميل بدر العيدودي والكوبل الفيلالي والشرطية الهاربة وهيبة خرشش.
لكن من مُوحشات إدريس فرحان أنه دخل ملعب الخيانة هذا بوجوه متعددة! فمرة يدافع عن المغرب ضد المغرب، وأحيانا أخرى يدافع عن الفوضى داخل المغرب، وفي مناسبات أخرى يكشف عن “فوضوية” مواقفه المنحازة لأعداء المغرب.
وهكذا “خرج إدريس فرحان من الخيمة مايل” كما يقول المثل المغربي الدارج. فقد انفضحت دسائسه ومكائده التي اعترف بها صراحة: وهي التطاول على الملكية عبر تَقويض صورة المؤسسة الأمنية.
وهذا الهدف المتعدي القصد: أي الهدف البعيد المدى، لا يُمكن أن يتبناه بشكل فردي شخص مثل ادريس فرحان، لا يُجيد حتى مواضع الهمزة في أواخر الكلام. فمستوى إدريس فرحان مَحدود جدا لا يُسعفه سوى في النصب والاحتيال، وليس التخطيط والتنفيذ لخوض مَعارك الحروب الهجينة التي تُراهن على الأخبار الزائفة لدفع المؤسسة الأمنية إلى الانكفاء على نفسها.
وعلى إدريس فرحان أن يُدرك جيدا بأنه يَلعب ورقة الأرض المحروقة، التي لن تأكل في النهاية سوى أنامله الغضة، وتتركها كالهشيم تذروه الرياح، بعدما يَتخلى عنه طبعا “الحاضنون” و”المسربون”، الذين تخلَّوا قبله عن باقي الخونة الذين يَهيمون اليوم على وجوههم في شبكات التواصل الاجتماعي.