“حين تسقط النية الخبيثة أمام صفاء شباب الوطن”
نبأ24 // حسن فقير
لقد شهدنا اليوم مشهدًا واضح المعالم: كانت نوايا الشباب صادقة، خرجوا ليعبّروا عن معاناتهم، وليطالبوا بتحسين أوضاعهم، فإذا بأناسٍ آخرين يتسلّلون بينهم بنوايا خبيثة، أرادوا أن يفسدوا الصورة، ويجرّوا الأحداث إلى مساراتٍ لا تمتّ بصلة إلى مطالب هؤلاء الشباب. غير أنّ محاولتهم باءت بالفشل قبل أن تبدأ، لأن الشعب المغربي، شبابًا وشيوخًا، قدّم اليوم جوابًا حاسمًا: لا مساس بأمن الوطن واستقراره.
من يستغلّ الشباب كأداة ليحوّلهم إلى سلاحٍ في يده، خاسرٌ لا محالة.
ورسالة الشعب اليوم كانت قاسية في بساطتها: التجاهل.
من راهن على المظاهرات لتزييف المطالب وتشويهها، خسر الرهان مبكرًا، وعاد خائبًا يذوق مرارة الفشل. وحتى الذين حاولوا إلصاق أسماء وشعارات على حراك الشباب ليمنحوا مشروعهم شرعيةً مصطنعة، تلقّوا الردّ من الناس بصمتٍ مُعبّر: لا تفاعل، لا تصديق، ولا تبعية.
ومن ظنّ أنّه قادر على خداع ذكاء جيل Z، فعليه أن يراجع نفسه.
هؤلاء الشباب قد لا يملكون تجربةً طويلة، لكنهم أبعد ما يكونون عن السذاجة. الطوابرية الذين تخيّلوا أنهم يستطيعون أكل الثوم بأفواه الشباب، وجدوا أنفسهم اليوم أمام هزيمةٍ مزدوجة: هزيمة في التوازن، وهزيمة في الأخلاق.
رهانهم على أنّ هذا الجيل سيتزعزع أو سينقاد بسهولة، انهار اليوم.
فالمغاربة ميّزوا بوضوح بين الصادقين في مطالبهم، وبين من أراد أن يتخذ من صراخ الناس وقودًا لأجنداتٍ خفية.
إنها هزيمة أخلاقية قبل أن تكون تنظيمية أو عددية، هزيمة لمن أراد تحويل مطالب بريئة إلى عبثٍ سياسي، وهزيمة لمن ظنّ أنّ اللعب بمشاعر الناس يمكن أن يُكسبه شرعية.
لقد قالها الشباب اليوم بوضوحٍ مؤلم وصادق:
النية الطيبة لا تلتقي مع النية الخبيثة.
والنتيجة كانت واضحة: السقوط قبل البداية.
الرسالة التي خرجت اليوم من الشعب المغربي بسيطة وواضحة: أمن الوطن واستقراره خطّ أحمر لا يُتلاعب به.
من راهن على الفوضى خسر، ومن أراد تحويل الغضب إلى فتنة فشل.
ولا ثورة جاهزة، ولا جماعة ستحارب لأجل خراب البلاد.
الخلاصة:
لسنا ضدّ شباب جيل Z، بل معهم، نُصغي إلى مطالبهم، وندعمها بكل مسؤولية.
الخطأ ليس في الشباب، بل في من أراد استغلالهم وتحويلهم إلى وقودٍ لحريقٍ لن ينجو منه أحد.
لقد قدّم الشعب اليوم أذكى وأبلغ ردّ: التجاهل والرفض.
فلنغلق الأبواب أمام المتلاعبين، ولنحمِ نوايا شبابنا من التلويث، لأن مستقبل الوطن يبدأ من نقاء نيتهم.
