أثر اللسان أخطر من أثر الأقدام
نبأ24 // حسن فقير
يُقال إن الأقدام تترك آثارها على التراب سرعان ما تمحوها الرياح أو تغطيها الأمطار، لكن اللسان يترك أثراً لا تمحوه السنون. كلمة طيبة قد تُعيد الأمل لقلبٍ أرهقته الجراح، وكلمة جارحة قد تهدم جداراً من الثقة بُني سنوات.
في حياتنا اليومية، نركض وراء الكثير من التفاصيل، نُسرع في الكلام كما نُسرع في الخطى، غير مدركين أن ما يخرج من أفواهنا يبقى صداه عالقاً في الذاكرة. لذلك حثّنا الدين الحنيف والشرائع السماوية جميعها على ميزان الكلمة: “وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن”، فجعل القول الحسن عبادة تحفظ الإنسان من زلل اللسان.
إن الكلمة مسؤولية، قد تُشعل فتنة أو تُطفئ ناراً، وقد تُسقط إنساناً أو ترفعه إلى مقامٍ رفيع. هي سهام إن خرجت لا تعود، فلتكن سهام خيرٍ ورحمة، لا جروحاً وندوباً.
فكما نسعى أن نترك أثراً جميلاً بخطواتنا في الأرض عبر عملٍ صالح أو سيرةٍ طيبة، لنسعَ أيضاً أن نترك أثراً أنقى بكلماتنا. فاللسان إن صمت فهو ستر، وإن نطق بالخير فهو أجر، وبينهما يتحدد وزن الإنسان عند ربه وعند الناس.
