• من طنجة إلى الكويرة.. لا فرق بين ريفي و غيره
نبأ24 // حسن فقير
منذ زمن بعيد، يحاول بعض النصابين الذين يعيشون على أوهامهم أن يزرعوا بذور الفتنة بين أبناء الوطن الواحد. ومن هؤلاء جيراندو، الذي يطلق ادعاءات باطلة من قبيل أن “الأجهزة الأمنية لا تستطيع المسّ بالريفيين”، وكأننا أمام دولة قائمة على حسابات قبلية أو عرقية، لا على دستور وقانون.
الحقيقة التي يعرفها الجميع أن الدولة المغربية واحدة موحدة، وأن أبناء الريف هم جزء أصيل من جسد الوطن، لهم ما لهم من الحقوق وعليهم ما عليهم من الواجبات، مثلهم مثل سائر المواطنين من طنجة إلى الكويرة. لا ميز بين ريفي وسوسي، ولا فرق بين صحراوي وفاسي، لأن الرابط الذي يجمعهم جميعًا هو الانتماء إلى هذا الوطن تحت سقف الملكية والدستور والقانون.
الخطاب الذي يسعى جيراندو إلى تسويقه ليس سوى محاولة فاشلة لإحياء نزعة عرقية تجاوزها التاريخ، وضحّت من أجل تجاوزها أجيال كاملة من أبناء الريف أنفسهم، الذين كانوا في الصفوف الأمامية للدفاع عن وحدة البلاد واستقراره.
إن الأمن المغربي لا يشتغل بمنطق العرق أو القبيلة، بل بمنطق حماية الوطن والمواطنين جميعًا. وأي حديث خارج هذا السياق ما هو إلا سمّ في العسل، يراد به ضرب الثقة وزرع الشقاق. لكن الوعي الشعبي أقوى من أن يُخدع بمثل هذه الأكاذيب، والريفيون أنفسهم أكثر وطنية من أن يسمحوا لأصوات مأجورة بأن تتحدث باسمهم.
الوطن ليس فسيفساء ممزقة، بل لوحة متماسكة ألوانها متعددة لكن إطارها واحد: المغرب. ومن يحاول اللعب على وتر الفتنة العرقية لن يحصد إلا الخيبة، لأن أبناء الريف جزء من هذا الوطن، لا ينفصلون عنه ولا يقبلون المتاجرة بقضيتهم.
