عبد القادر الماكوتي.. فنان عصامي من رحم “آزمور الفن والفنانين”

عبد القادر الماكوتي.. فنان عصامي من رحم “آزمور الفن والفنانين”
hassan faqir16 أغسطس 2025آخر تحديث : منذ شهرين

عبد القادر الماكوتي.. فنان عصامي من رحم “آزمور الفن والفنانين”

نبأ24// حسن فقير

حين نذكر مدينة آزمور، لا يسعنا إلا أن نستحضر تاريخها الفني العريق، وأسماءها التي خطّت بألوانها وأنغامها ملامح الإبداع المغربي الأصيل. ومن بين هؤلاء المبدعين، يبرز اسم الفنان المقتدر عبد القادر الماكوتي، ابن حي “الحفرة”، الذي جسّد معنى الأصالة والوفاء، وجعل من الفن رسالة صادقة، تنبض بالحياة والتجدد.
عرفت هذا الرجل عن قرب، حين سنحت لي الفرصة بزيارة مرسمه المتواضع، ذلك الفضاء البسيط الذي تحول بفضل أنامله المبدعة إلى جسر يعبر بك نحو عوالم الجمال. هناك، رأيت لوحات تأسر العين، وأعمال نقش ونحت على الخشب والرخام قلّ نظيرها، تشهد على عبقرية فنان علّم نفسه بنفسه، ونسج أسلوبه الخاص بعيدا عن النمطية والتقليد. فعبد القادر لم يتتلمذ في معاهد الفنون، لكنه بصبر وعصامية صنع لنفسه مدرسة قائمة الذات.
هو إنسان خلوق، هادئ، متواضع، لا يتكلم كثيرا إلا عند الحاجة، تاركا لأعماله الفنية أن تبوح بما عجزت الكلمات عن قوله. لا يبحث عن الأضواء، ولا يلهث خلف الشهرة، لأنه يدرك أن قيمة الفن تكمن في صدقه وفرادته، لا في بهرجة الإعلام. ولهذا ظلّ وفيا لمساره، منسجما مع ذاته، رافضا أن يكون نسخة لأي أحد.
ولعبد القادر الماكوتي وجه آخر لا يقل إشراقا، فهو الرياضي السابق، حارس مرمى فريق اتحاد آزمور في سبعينيات القرن الماضي، ورجل يعشق الطبيعة ويستمتع بمرافقة صديقه الوفي، الأستاذ حسن تومي، المغني المتقاعد وصوت الطرب الأصيل، العاشق لأم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم وفيروز. ثنائي لا يفترقان، يجتمعان في المقاهي، في المساجد، وفي أحضان الطبيعة الخلابة التي حبا الله بها آزمور.
إن شهادة الوفاء في حق هذا الفنان العصامي، هي أقل ما يمكن أن يقال عن رجل جمع بين الموهبة والأخلاق، بين الصمت والإبداع، وبين الوفاء لذاته والإخلاص لفنه. وسيكون المعرض المزمع تنظيمه أيام 20 و21 و22 غشت الجاري، محطة لاكتشاف تجربة غنية لفنان أصيل، يستحق أن يُحتفى به ويُسلّط الضوء على مساره.
إنه ابن آزمور، وابن حي “الحفرة”، لكنه قبل كل شيء، ابن هذا الوطن، الذي يحتاج دائما إلى من يذكّرنا بأن الإبداع الحق لا يذبل، ما دام هناك رجال يصرّون على أن يكونوا أوفياء للفن والحياة.

رابط مختصر
اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات

الاخبار العاجلة