زمن التساهل انتهى… والمساءلة لا تستثني أحداً
بقلم: حسن فقير Nabae24.com
في مغرب اليوم، لم تعد المسؤولية ترفًا يُمنح ولا منصبًا يُستغل، بل أضحت تكليفًا مقرونًا بالمحاسبة، في ظل الإرادة الملكية السامية التي عبر عنها جلالة الملك محمد السادس نصره الله، مرارًا وتكرارًا، في خطبه التوجيهية، حيث أكد على ضرورة ربط المسؤولية بالمحاسبة، كركيزة أساسية في بناء دولة القانون والمؤسسات.
لقد ولّى زمن التساهل، وانقضى عهد الإفلات من العقاب، وأصبح القانون فوق الجميع، لا يُستثنى من سلطته حزب ولا منتخب، ولا إدارة ولا مسؤول، كيفما كانت مرتبته أو خلفيته. إنها مرحلة جديدة من الحزم، تُعيد الثقة للمواطن، وتكرّس الشفافية، وتُرسّخ مفهوم الحكامة الجيدة في تدبير الشأن العام.
الخطوات المتسارعة التي تشهدها المملكة في هذا السياق، لم تأت من فراغ، بل هي ثمرة دستور 2011 الذي جعل من المحاسبة أساسًا لأي ممارسة للسلطة، وأي تفويض للمسؤولية. فالمؤسسات اليوم، مهما علا شأنها، مطالبة بالخضوع للمساءلة، والمنتخبون مهما حازوا من أصوات، ليسوا فوق النقد أو التتبع القضائي أو الإداري.
وإننا في صحيفة Nabae24.com، إذ نتابع هذه الدينامية الإصلاحية عن كثب، نبارك و نجدد التزامنا بدور الإعلام الوطني الجاد، كعين يقظة للمجتمع، تنقل الحقيقة، وتكشف أوجه التقصير، وتناصر صوت القانون فوق كل اعتبار.
إنها لحظة مفصلية نعيشها، لحظة تعني أن لا أحد بعد اليوم سيقف خارج دائرة المساءلة. ومغرب العدالة والإنصاف، هو مغرب الجميع، لا يتسع لمن يرى في المنصب فرصة للامتياز، بل فقط لأولئك الذين يرونه خدمةً ومسؤوليةً وشرفًا.
