الحمد لله الذي أعاد إليّ بصري

الحمد لله الذي أعاد إليّ بصري
hassan faqir3 أغسطس 2025آخر تحديث : منذ 3 أيام

الحمد لله الذي أعاد إليّ بصري

بقلم: حسن فقير – Nabae24.com

لا أدري بأي عين كنت أراهم… ولا كيف سمحت لنفسي أن أُغفل كل تلك الإشارات التي كانت تنذرني. كنت أرى فأعمى، أسمع فأصمّ، أعيش في وسط الضجيج لكن قلبي كان في صمتٍ مريب. واليوم، بعدما انكشفت الغشاوة، أردد من أعماقي: الحمد لله الذي أعاد إليّ بصري.
قد لا تكون البصيرة في العين فقط، بل في القلب أيضًا. والقلب حين يُحبّ، يُغلق أبوابه في وجه العقل. كنت أراهم أصدقاء، أحبّة، أصحابًا للسرّ والراحة. ظننتهم الخير كلّه، والدرب إذا أظلم. واليوم، أراهم على حقيقتهم، كما هم، لا كما تمنيتهم. كم هو مخيف أن تُخدع، وكم هو مريح أن تستفيق!
لسنا معصومين من الثقة في من لا يستحق، ولسنا أول من وضع مشاعره في يد من لا يرحم. لكن الأهم، أن نملك شجاعة الاعتراف والرجوع. أن نُبارك لحظة الوعي، ولو جاءت متأخرة. أن نقول: “الحمد لله الذي أعاد إليّ بصري” دون خجل أو ندم.
فمن المؤلم أن تُحبّ من لا يراك، وأن تُعطي من لا يعرف قيمة ما تعطيه. لكن من المبهج، أن تستعيد نفسك، وتتعلم كيف تحبّها أكثر. حين نُبصر مجددًا، لا نعود كما كنّا، بل نكون أنضج، أصدق، وأكثر وفاءً لأنفسنا.
فلنحمد الله على البصيرة، على الدروس، وعلى الذين كشفوا حقيقتهم في الوقت المناسب. بعض النهايات، في حقيقتها بدايات جديدة… أكثر صدقًا، وأقل خيبة.

رابط مختصر
اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات

الاخبار العاجلة