وجوب الإصرار على توفير دار للمعنفات من النساء المغربيات
نبأ24 //حسن فقير
تعيش العديد من النساء المغربيات اليوم أوضاعًا مأساوية نتيجة تعرضهن للعنف من طرف أزواجهن أو من طرف عائلات أزواجهن. ورغم تطور الوعي الحقوقي والقانوني وارتفاع أصوات الجمعيات النسائية المدافعة عن المرأة، فإن هذه النساء غالبًا ما يجدن أنفسهن في مواجهة مصير مجهول بعد الخروج من بيوتهن، سواء بإرادتهن أو بأمر من السلطات الأمنية، عقب حضور الشرطة أو الدرك وتحرير محاضر الشكايات.
إن غياب دور إيواء المعنفات يمثل حلقة مفقودة وخطيرة في سلسلة مواجهة العنف ضد النساء. فمن دون وجود مكان آمن يأويهن، تجد المعنفة نفسها أمام خيارات كلها صعبة: إما العودة إلى بيت المعنف والمخاطرة بتعرضها لمزيد من الإيذاء، أو اللجوء إلى الشارع حيث تواجه مخاطر الفقر والاستغلال والتشرد، أو العودة إلى بيت عائلتها الذي قد يرفض استقبالها لأسباب اجتماعية واقتصادية، خصوصًا في القرى والمناطق المهمشة.
في ظل هذا الواقع، يصبح من الضروري بل والملح الإصرار على إحداث وتعميم دور للمعنفات في جميع مناطق المغرب، بحيث تكون مجهزة ليس فقط لتوفير الإيواء الآمن، بل أيضًا الدعم النفسي والاجتماعي والقانوني للنساء الضحايا. فهذه الدور يجب أن تكون نقطة انطلاق نحو استعادة المرأة لحياتها وكرامتها، لا مجرد مأوى مؤقت.
إن توفير هذه الملاجئ سيساهم في:
• حماية النساء من خطر العودة إلى دائرة العنف.
• منحهن الفرصة لإعادة بناء ثقتهن بأنفسهن.
• مساعدتهن على التكوين المهني والاندماج في سوق العمل لضمان الاستقلال الاقتصادي.
• منح الأطفال المرافقين لهن بيئة آمنة تقيهم تأثيرات العنف الأسري.
وفي المقابل، لا معنى لتشجيع النساء على التبليغ ووضع الشكايات ما دام مصيرهن في النهاية هو التيه في الشارع، أو العودة مكسورات إلى بيوت الجلادين.
على السلطات المغربية، سواء المركزية أو المحلية، أن تجعل من إحداث هذه الدور أولوية وطنية، وأن تخصص لها الميزانيات اللازمة، لأن حماية النساء من العنف ليست ترفًا اجتماعيًا بل مسؤولية إنسانية وحق من حقوق المواطنة الكاملة. كما يجب إشراك الجمعيات النسائية والخبراء في تصميم هذه الدور وبرامجها، حتى تلبي فعلًا احتياجات النساء وتساعد في إعادة إدماجهن في المجتمع.
و في ختام موضوعي ألح عاى أنه لا يمكننا بناء مجتمع عادل ومتماسك دون ضمان أمن النساء وكرامتهن. والإصرار على إحداث دور للمعنفات هو خطوة أساسية في هذا الطريق.
