عبد اللطيف حموشي… قامة أمنية شامخة بتواضع الكبار
بقلم ذ: حسن فقير

في زمنٍ تَتَزاحم فيه الأضواء على الكراسي وتغري المراتب أصحابها بالتعالي، يبرز عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، كأنموذج نادر لرجل سلطة جمع بين الحزم والتواضع، وبين صرامة المسؤولية ورقة الإنسان.
ليس سهلاً أن يجمع الإنسان بين حجم المسؤوليات التي يتولاها حموشي وبين التواضع الصادق الذي لا يُصطنع ولا يُتكلّف. فالرجل كلما ارتقى في الرتبة، كلما ازداد قرباً من الناس، وانحناءً في حضرة الوطن، وخشوعاً أمام الخالق. لا يتصنع البساطة، بل يعيشها. لا يتباهى بالسلطة، بل يحملها كأمانة ثقيلة، تستوجب الحكمة واليقظة والتجرد.
منذ توليه مهامه على رأس أهم جهازين أمنيين في البلاد، بَصَمَ حموشي على تحول نوعي في فلسفة العمل الأمني. فلا أمن بلا احترام للكرامة، ولا استقرار بلا ثقة المواطن. لهذا، نجده حاضراً في قلب التطورات الكبرى، يقود إصلاحات صامتة وفعالة، تتحدث عنها النتائج أكثر مما تفصح عنها التصريحات.
ولعل أكثر ما يلفت الانتباه في شخصية هذا الرجل، هو ذلك الانسجام العميق بين مظهره المتواضع وجوهره المتفاني. لا يحضر للكاميرات، ولا يتسابق على المنابر، لكنه حاضر بقوة في كل لحظة تحتاج فيها البلاد إلى العيون الساهرة والضمائر اليقظة.
عبد اللطيف حموشي ليس مجرد رجل أمن، بل هو مدرسة في الإدارة والخلق، نموذج للمسؤول الذي يعرف أن المنصب امتحان، لا مكسب، وأن القيادة خدمة، لا سلطة.
في حضرة هذا الرجل، ندرك أن التواضع ليس ضعفاً، بل هو عنوان القوة الهادئة؛ وأن العظمة الحقيقية، ليست في عدد الأوسمة، بل في صمت الرجال الذين يصنعون الفرق… دون ضجيج.