حين تنتهي المصالح… تنكشف الوجوه
بقلم: حسن فقير
في حياة الناس صفحات تُقلب، ووجوه تُكشف، وعلاقات تنتهي عند مفترق الطرق بين المصلحة والنية. كم من شخص ظننّاه صديقًا صدوقًا، فإذا به أول المغادرين حين انتهت مصلحته منا، وكأن العلاقة لم تكن سوى عقد مؤقت، تنقضي مدته بانقضاء الغرض!
إنها الحقيقة التي يُحاول البعض التهرب منها، لكن الحياة كفيلة بفضحها: لا يبتعد عنك من أحبك في الله لذاتك، لا لمنصبك، ولا لمكانتك، ولا لما يمكن أن تُقدمه. من كان طيّب المعدن، يبقى حتى في وقت العسر، أما من كان خبيث الطبع، فيُغادر بلا وداع، يتركك وقد كشف عن وجهه الحقيقي بعد أن أخذ ما يريد.
ليس الأمر خسارة كما يظن البعض، بل نعمة متخفية في صورة خذلان. فابتعاد من كانت علاقته بك مشروطة بالمصلحة هو تطهير لمساحة علاقاتك. هو تنقية لصورتك من الوجوه المتلونة، وفرصة لتقدير من يبقون دون مقابل، دون انتظار، دون شروط.
إن خيبة الأمل في من ظننتهم أقرب الناس، لا تعني نهاية الثقة، لكنها درس في انتقاء الأرواح النبيلة. فالحياة لا تُقاس بعدد الرفاق، بل بنُبل من رافقوك. والمواقف الصعبة لا تُكسرنا، بل تكشف لنا من كان معنا حقًا، ومن كان “معنا” فقط حين كنا نافعين.
فليبتعدوا إن كانوا خبثاء النوايا… فإنهم وإن بقوا، كانوا عبئًا متنكرًا في صورة مودة. وليبقَ الطيبون… فهم كنز الحياة الحقيقي.
