“عبد اللطيف حموشي… القوة التي تُضاء بتواضع الإنسان”

بقلم: حسن فقير
في زمنٍ يتسابق فيه كثيرون نحو الأضواء والمظاهر، يطلّ علينا رجل اختار أن يحمل مسؤولية ثقيلة بصمت الحكماء، ويجمع بين الحزم والرحمة في معادلة قلّ نظيرها… إنه عبد اللطيف حموشي، سيف المغرب المسلول، لا يلمع ببريق المناصب بل ببريق الضمير.
عبد اللطيف حموشي ليس مجرد مسؤول أمني يشغل أرفع المناصب، بل هو مدرسة في الأخلاق، في الوفاء، وفي أداء الواجب الوطني بأعلى درجات الانضباط والاحترام. قوّته لا تُقاس بعدد الملفات التي حسمها، ولا بعدد الأزمات التي أدارها، بل بقدر ما ظلّ إنسانًا قبل أن يكون رجل دولة. تواضعه ليس تكتيكًا بل طبع، طيبته ليست استثناء بل سلوك دائم، وإنسانيته لا تُوزن بالبذلة الرسمية بل بقلْب حيّ لا يغفل عن صرخة مظلوم ولا عن ألم بسيط قد لا تراه العدسات.
هو ابن بارّ لهذه الأرض، ورضى الوالدين عليه بدا جليًا في كل خطواته التي باركها الله ففتح له الأبواب الموصدة وأمدّه بحكمة في القرار وثبات في المواقف. لا يُحب الظهور، لكن هيبته تحضر في كل زاوية من زوايا الوطن، لا يركض خلف الكاميرات، بل يركض خلف العدالة، خلف الأمان، خلف كل من يهدد سلام هذا البلد.
ولعل من أندر ما نراه في هذا الرجل، أن قوته لم تفسد تواضعه، ولم ينسَ يومًا أنه خادم لوطنه وليس سيدًا عليه. يمرّ في الميدان، يصغي، يراقب، يتابع، يتدخل حين يجب، لكنه لا يرفع صوته، لأن وعيه بالمسؤولية أعمق من لغة الشعارات.
في شخص عبد اللطيف حموشي، اجتمع الصرامة والرحمة، الانضباط والمرونة، الوطنية والإنسانية، فكان نعم النموذج، ونعم القائد الصامت الذي يترك أثرًا دون ضجيج.
حموشي ليس مجرد اسم في سجل الإدارة الأمنية، بل هو قصة رجل جمع بين رضا السماء ورضا الناس، بين عين لا تنام على أمن الوطن، وقلب لا يغفل عن الناس واحتياجاتهم.
فطوبى لوطن أنجب رجلًا بهذا الحجم، وطوبى لرجال السلطة حين يتعلمون من مدرسته أن السلطة الحقيقية تبدأ من التواضع، وأن القلوب تُفتح قبل الأبواب.