حرب الظل بين إيران وإسرائيل: قراءة في خلفيات الصراع و أبعاده

حرب الظل بين إيران وإسرائيل: قراءة في خلفيات الصراع و أبعاده
hassan faqir16 يونيو 2025آخر تحديث : منذ يوم واحد

حرب الظل بين إيران وإسرائيل: قراءة في خلفيات الصراع وأبعاده

بقلم: [ ذ. حسن فقير ]

في خضم الأحداث المتسارعة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، يبرز الصراع المستمر بين إيران وإسرائيل كواحد من أعقد وأخطر المواجهات غير المعلنة التي تتجاوز حدود الجغرافيا لتتغلغل في عمق السياسات الإقليمية والدولية، وتعيد تشكيل موازين القوى في المنطقة.
في جوهر هذا الصراع، نجد نظامين يحملان طابعًا عسكريًا صارمًا؛ فإيران تستثمر مواردها الضخمة في دعم الحركات المسلحة وتدريب الميليشيات في عدد من الدول العربية، بدءًا من اليمن، مرورًا بلبنان، وانتهاءً بشمال إفريقيا، حيث تشير تقارير إلى دعمها لمجموعات انفصالية مثل جبهة البوليساريو، ناهيك عن محاولاتها المتكررة لبث الفوضى تحت غطاء “تصدير الثورة”.
في المقابل، ترى إسرائيل في هذه التحركات تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي، وتعتبر التصدي للنفوذ الإيراني أولوية قصوى في استراتيجيتها العسكرية والسياسية. إسرائيل لا تخفي اعتمادها على التفوق التكنولوجي والعسكري لحماية شعبها من الأخطار القادمة من طهران ومن أذرعها المنتشرة في أكثر من ساحة، سواء عبر “حزب الله” في لبنان، أو الميليشيات الحوثية في اليمن، أو حتى حركات وأحزاب ذات توجهات مشبوهة في بلدان أخرى.
وعلى الساحة الداخلية في بعض الدول المغاربية، هناك من يرى أن أحزابًا بعينها، كحزب العدالة والتنمية وجماعة العدل والإحسان، تحاول جاهدة استغلال الحريات الديمقراطية للوصول إلى مراكز القرار بهدف تحقيق أجندات لا تخلو من تأثيرات خارجية، وهو أمر بات محل نقاش واسع داخل الأوساط السياسية والشعبية.
لكن خلف هذه الحروب العسكرية والسياسية، هناك شعوب تتألم، ونساء وشباب وفنانون يئنون تحت وطأة أنظمة تسلطية مثل النظام الإيراني، الذي حول بلاده إلى سجن كبير لكل من يعارضه، حيث لا صوت يعلو فوق صوت “الولي الفقيه”، ولا حرية خارج حدود الفكر الأحادي.
المفارقة أن هناك من أصبح، سرا وعلانية، يتمنى انتصار إسرائيل في هذه المعركة، ليس حبًا في إسرائيل في حد ذاتها، ولكن كرهًا واستياءً من سياسات النظام الإيراني الذي زرع الحروب، ودمر أوطانًا، وأشعل الفتن.
إنه صراع معقد لا يحتمل التبسيط ولا الاستقطاب الساذج. المطلوب اليوم قراءة متأنية، تدافع عن القيم الإنسانية المشتركة وتناصر الشعوب في حقها في الأمن والكرامة والحرية، بعيدا عن الاصطفافات الإيديولوجية الضيقة.
قد تكون الحرب بين إيران وإسرائيل حربا عسكرية، لكنها في عمقها معركة قيم بين أنظمة تصنع الموت، وشعوب تتوق إلى الحياة.

رابط مختصر
اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات

الاخبار العاجلة