ما حقيقة نشر فيديوهات الإجرام في المغرب رغم وقوعها في دول أخرى؟ ومن يقف وراء نشر الخوف بين المواطنين؟

ما حقيقة نشر فيديوهات الإجرام في المغرب رغم وقوعها في دول أخرى؟ ومن يقف وراء نشر الخوف بين المواطنين؟
hassan faqir17 أبريل 2025آخر تحديث : منذ يومين

ما حقيقة نشر فيديوهات الإجرام في المغرب رغم وقوعها في دول أخرى؟ ومن يقف وراء نشر الخوف بين المواطنين؟

NaBae24//FQA

في الآونة الأخيرة، لاحظ العديد من المواطنين المغاربة تداول فيديوهات وصور على مواقع التواصل الاجتماعي توثّق أعمال عنف وإجرام يُزعم أنها وقعت في المغرب. غير أن التحقيقات والتدقيق في مصدر هذه المقاطع أثبت في كثير من الحالات أنها لا تعود للمغرب إطلاقاً، بل صُوّرت في بلدان أخرى، بعضها في أمريكا اللاتينية أو بعض الدول الآسيوية.
فما الغرض من هذا التضليل؟ ومن المسؤول عن زرع الخوف في نفوس المغاربة؟
انخفاض ملحوظ في معدلات الجريمة: قبل محاولة الإجابة، لا بد من الاعتراف بالتحسن الكبير الذي عرفه الوضع الأمني في المغرب خلال السنوات الأخيرة، بفضل جهود الأجهزة الأمنية والمقاربة الاستباقية في مكافحة الجريمة. السلطات المغربية أصبحت تعتمد على تقنيات حديثة، وزادت من وجودها الميداني، وفعّلت آليات التبليغ والاستجابة السريعة، ما ساهم في تعزيز الإحساس بالأمن لدى المواطن.
مقاطع مفبركة أو من خارج المغرب: رغم هذا التحسن، لاحظنا انتشار فيديوهات تظهر أعمال عنف وسرقة وتصفية جسدية بشكل صادم، يُقال إنها حدثت في المغرب. إلا أن مصادر إعلامية موثوقة وأجهزة الأمن أكدت مراراً أن كثيراً من هذه المقاطع ليست إلا مغلوطة أو قديمة، أو ببساطة لم تُصوَّر في المغرب أصلاً.
من المستفيد من إثارة الفوضى والخوف؟:
السؤال الأهم: من المستفيد من هذا التضليل الإعلامي وبث الذعر؟
هناك عدة احتمالات:
• جهات مغرضة داخلياً أو خارجياً:
قد تسعى أطراف معينة إلى تشويه صور المغرب على المستوى الدولي، أو زعزعة الثقة في الأمن الوطني.
• صنّاع المحتوى الساعي للربح: قد يقوم البعض بنشر هذه الفيديوهات المثيرة بحثاً عن “اللايكات” والمشاهدات، دون أي اعتبار للأثر النفسي أو المجتمعي.
• محاولات لتشتيت انتباه الرأي العام: أحياناً، في خضم نقاشات سياسية أو اجتماعية حساسة، قد يتم توجيه الاهتمام نحو مواضيع مثيرة للرعب، لصرف الأنظار عن قضايا جوهرية.
المسؤولية الجماعية في مواجهة الإشاعات:
التصدي لهذا النوع من التضليل يتطلب جهداً جماعياً:
• من المواطن: التحري قبل تصديق أو مشاركة أي محتوى.
• من الدولة: الاستمرار في محاربة الجريمة، لكن أيضاً تفعيل آليات الرد السريع والتوضيح الإعلامي.
• من الإعلام: التحلي بالمسؤولية وعدم الانجرار وراء الإثارة.
في النهاية، المغرب اليوم ليس كما كان قبل عقد أو عقدين. التحسن واضح، والوعي المجتمعي يتزايد. لكن علينا أن نكون حذرين، لأن الحرب الإعلامية لا تقل خطورة عن أي حرب أخرى. فزرع الخوف أخطر من الجريمة نفسها، لأنه يضرب الثقة ويقوّض الاستقرار.

رابط مختصر
اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات

الاخبار العاجلة