البيجيدي: حزب سياسي أم “زاوية” بنكيران؟

البيجيدي: حزب سياسي أم “زاوية” بنكيران؟
hassan faqir15 مايو 2025آخر تحديث : منذ 13 ساعة

البيجيدي: حزب سياسي أم “زاوية” بنكيران؟

NaBae24

عندما نتحدث عن العدالة والتنمية اليوم، يصعب على المراقب أن يقرر: هل نحن أمام حزب سياسي عصري يؤمن بالمؤسسات، أم أمام حركة مقاومة تائهة في الزمن، أم ربما “زاوية” شخصية مملوكة لعبد الإله بنكيران، لا تختلف كثيرًا عن شركات العائلة التي لا يُسأل فيها “الزعيم” عن رأي أو قرار؟
منذ مغادرته لرئاسة الحكومة، لم يهدأ الرجل. يخرج علينا كل مرة بخطاب مشحون، أقرب إلى خطب الخطباء في زمن الفتن، مليء بالغضب، والشتائم المقنّعة، والافتراءات المبطنة، تارة يتهم هذا بالعمالة، وتارة يصف ذاك بالمكروب، وذاك بالكلب، وذلك بالحمار. لا يسلم منه أحد: لا مواطن، لا مسؤول، ولا حتى رمز الدولة ذاته.
هل هذا سلوك رجل دولة؟ أم تهور من لم يهضم بعد مرارة الخروج من السلطة؟ هل ننتظر من زعيم سياسي أن يُحرض على مؤسسات بلاده بحجة “الغيرة”؟ أم أن بنكيران لم يعد يرى نفسه إلا زعيمًا فوق الدولة، يتقلب بين دور المخبر ودور المحرض؟
الرجل لا يخجل من تصريحاته، ولا يعيد النظر في تجريحاته، وكأنه يعتبر الحياء ضعفًا، أو النقد خيانة. يتحدث عن الوطنية وكأنها حكر عليه، وعن الدين وكأنه مفوَّض من السماء. بينما الحقيقة أنه يحتقر الموظف حين يُطالبه بحقه، ويسخر من العامل حين يصرخ من الغلاء.
عبد الإله بنكيران اليوم ليس فقط زعيمًا سابقًا؛ إنه “حالة”، تحتاج إلى تفكيك. فهل هو نصف رجل؟ لا، بل هو رجلٌ كامل… في خلق الضجيج. رجل يجيد الغضب، ويفشل في التواضع. يتقن التهييج، ويعجز عن البناء.
أما البيجيدي، فبدل أن يُراجع مساره السياسي، ويعيد ترميم صورته المتصدعة، اختار أن يعود إلى الوراء، ليصبح مجرد صدى لصوت واحد. وهنا السؤال الجوهري: هل ما زال العدالة والتنمية حزبًا سياسيًا؟ أم أصبح جهازًا شخصيًا بلسان واحد وعقل واحد واسمه عبد الإله بنكيران؟

رابط مختصر
اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات

الاخبار العاجلة