قهوة المساء بشارع الحسن الثاني بمدينة الفقيه بن صالح، ليست مجرد عادة يومية، بل هي لحظة تأمل و وقفة مع الذات..

قهوة المساء بشارع الحسن الثاني بمدينة الفقيه بن صالح، ليست مجرد عادة يومية، بل هي لحظة تأمل و وقفة مع الذات..
hassan faqir5 مايو 2025آخر تحديث : منذ 13 ساعة

قهوة المساء بشارع الحسن الثاني بمدينة الفقيه بن صالح، ليست مجرد عادة يومية، بل هي لحظة تأمل و وقفة مع الذات..

بقلم ذ: حسن فقير

مع قهوة المساء بشارع الحسن الثاني بمدينة الفقيه بن صالح، تأخذني اللحظات إلى عالم خاص، تتوالى فيه أمام عينيّ صفحات الماضي و الحاضر و المستقبل. كل رشفة من فنجان القهوة تحملني بعيدًا، أتنقل بين الذكريات و الأحلام و التفكير العميق في أيام مضت و أخرى تنتظرني.
الماضي يقف شامخًا في ذاكرتي: سنوات من العمل، من العطاء في ميدان التدريس، من تحضير الدروس بكل حب و إخلاص، و من تصحيح الامتحانات بعناية، حرصًا على مستقبل كل تلميذ و تلميذة. تذكّرني هذه الذكريات بدفء العلاقات التي نسجتها مع زملاء العمل و مع التلاميذ، و بالرضا الذي كنت أشعر به عند رؤية ثمار جهودي تتجلى في نجاحهم.
أما الحاضر، فهو لحظة تأمل، لحظة صفاء مع النفس و مع فنجان القهوة. في هذه اللحظة أفكر في التقاعد لا كفترة توقف، بل كحياة جديدة. تراودني فكرة العودة إلى ميدان التدريس، و بالفعل عدت إلى ميدان التدريس بعد تسع سنوات من تقاعدي، ليس بالضرورة بدوام كامل، و لكن ربما بالمساهمة في تقديم الدروس لتلاميذ المستويين الخامس و السادس، و تقديم الدعم للتلاميذ المقبلين على الامتحانات. هذا الإحساس بأن لي دورًا لم ينتهِ بعد، يمنحني طاقة إيجابية و دافعًا للاستمرار.
و عندما أمدّ نظري نحو المستقبل، أراه مزيجًا من أحلام مؤجلة و طموحات جديدة. أفكر في العودة إلى ممارسة رياضتي المفضلة: الكاراتيه، و اللايكيدو، القنص، والصيد. كم أشتاق إلى تلك اللحظات التي كنت أمارس فيها هذه الهوايات بكل شغف، فهي لا تُبقي الجسد نشيطًا فحسب، بل تجدد الروح أيضًا.
و بين كل هذه الأفكار، هناك حيز كبير تحتله ابنتي التي تعيش في الغربة، و أسباطي الذين أشتاق إليهم كثيرًا. أفكر فيهم بكل حب، أتخيل لقاءات قادمة، و ضحكات و مشاركة لحظات دافئة. هم جزء من روحي، و من أسباب ابتسامتي، و من أحلامي التي لا تُكتمل إلا برؤيتهم سعداء.
قهوة المساء في شارع الحسن الثاني ليست مجرد عادة يومية، بل هي لحظة تأمل و وقفة مع الذات، أستعيد فيها شريط حياتي بكل تفاصيله، و أرتب فيها أفكاري و مشاريعي القادمة. إنها لحظة استراحة تمنحني القوة لأواصل المسير بابتسامة و أمل.

رابط مختصر
اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات

الاخبار العاجلة