دعوات اقتحام موانئ المغرب: مشروع فوضى بواجهة اقتصادية

دعوات اقتحام موانئ المغرب: مشروع فوضى بواجهة اقتصادية
hassan faqir21 أبريل 2025آخر تحديث : منذ شهرين

دعوات اقتحام موانئ المغرب: مشروع فوضى بواجهة اقتصادية

NaBae24//FQA

في سابقة مثيرة للقلق، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الأخيرة تصاعد دعوات مشبوهة لاقتحام ميناءي طنجة والدار البيضاء، تحت ذرائع تبدو في ظاهرها اقتصادية واجتماعية، لكنها تحمل في جوهرها مشروعاً سياسياً مبيتاً يضرب في عمق أمن المملكة واستقرارها الاقتصادي.
التحقيقات الأولية، ومتابعة مسارات التحريض الإلكتروني، تشير إلى أن وراء هذه الدعوات أذرع إعلامية وتحريضية تابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، بتحريض مباشر وتمويل غير خفي من الدوحة. ليس الأمر جديداً، فالتنظيم، ومن ورائه القوى التي تأويه وتوفر له الدعم المالي والإعلامي، دأب على استخدام أدوات الفوضى المنظمة لضرب استقرار الدول التي استعصت عليه.
لكن لماذا الموانئ؟ ولماذا الآن؟
ميناءا طنجة والدار البيضاء يمثلان شريانين حيويين للاقتصاد المغربي، ويرمزان إلى النجاح المتصاعد للمملكة في لعب دور لوجستي واستراتيجي محوري في شمال إفريقيا. المساس بهذه المرافق لا يستهدف فقط الاقتصاد، بل يبعث برسالة مفادها: “نستطيع العبث بأمنكم متى شئنا”.
الخطير في الأمر أن تلك الدعوات جاءت متزامنة مع حملات ممنهجة ضد الدولة عبر منصات خارجية، وترافقت مع بث محتوى مكثف يشكك في مؤسسات الدولة ويضخم الأزمات المعيشية بأسلوب دعائي لا تخطئه العين. كل ذلك يعيد إلى الأذهان سيناريوهات الفوضى التي سبقت الاضطرابات في دول أخرى، حيث كان الإعلام الموجه والتحريض الشعبي الممنهج نقطة الانطلاق نحو الانفجار.
لا يمكن قراءة هذه التحركات إلا في سياق محاولة خلق حالة من البلبلة في الشارع المغربي، واستثمار بعض التحديات الاجتماعية لتأليب الرأي العام وتوجيهه نحو مسارات التصعيد، بما يخدم أجندات خارجية لا علاقة لها بمصلحة المواطن المغربي.
المطلوب اليوم هو وعي مجتمعي حاد، ويقظة أمنية وإعلامية في مواجهة هذا النوع من الحروب الجديدة التي لا تُخاض بالجيوش، بل بالشائعات والمنشورات والتغريدات. كما يجب التفريق بين المطالب الاجتماعية المشروعة، وبين من يركب عليها من أجل تنفيذ مخططات تخريبية مفضوحة.
يبقى المغرب عصياً على الاختراق، ما دامت مؤسساته متماسكة، ووعيه الشعبي حاضراً. لكن التحدي يكمن في مواصلة التصدي لتلك المحاولات دون هوادة، وكشف أصحابها ومن يقف وراءهم.

رابط مختصر
اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات

الاخبار العاجلة