جزاء اللسان: قراءة في تصريحات عبد الإله بنكيران و انعكاساتها

جزاء اللسان: قراءة في تصريحات عبد الإله بنكيران و انعكاساتها
hassan faqir3 مايو 2025آخر تحديث : منذ 8 ساعات

جزاء اللسان: قراءة في تصريحات عبد الإله بنكيران و انعكاساتها

NaBae24//FQSBF

في الآونة الأخيرة، أثارت تصريحات عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المغربية الأسبق، موجة من الجدل والغضب في صفوف المغاربة وعلى الساحة الدولية. وصف بنكيران بعض المغاربة بأوصاف مهينة مثل “الحمير” و”الميكروبات”، كما أطلق تصريحات تُفهم منها دعوات للعنف ضد اليهود وبني إسرائيل في دولتهم، ما ولّد تساؤلات ملحة حول حدود حرية التعبير ومسؤولية الخطاب السياسي، خصوصًا عندما يصدر من شخصية عامة.
أولًا: خطورة الخطاب السياسي: الخطاب السياسي ليس مجرد كلمات عابرة، بل يحمل في طياته تأثيرًا عميقًا على المجتمع، خاصة حين يصدر من شخصيات ذات ثقل شعبي. حين ينزلق السياسي إلى إهانة شعبه أو تحقير فئات منه، فإن ذلك لا يُضعف صورته فقط، بل يُهين الثقة التي أولاها له الناخبون. بنكيران بوصفه “زعيمًا سياسيًا سابقًا”، مطالب بأن يكون قدوة في ضبط النفس والكلمة، لا أن ينفلت لسانه بأوصاف تُثير الفتنة وتُهين الكرامة.
ثانيًا: التحريض وخطورته: عندما يتعدى الخطاب السياسي حدود الانتقاد إلى التحريض، خاصة ضد جماعات دينية أو عرقية مثل اليهود، فإن الخطر يصبح عالميًا. التحريض ليس مجرد رأي شخصي، بل هو سلوك قد يُفضي إلى جرائم كراهية، يعاقب عليها القانون الدولي والمحلي. المغرب، الذي يسعى لبناء صورة الاعتدال والتسامح، لا يمكنه السماح بأن يلطخ سياسي سابق سمعته بتصريحات تُفهم كترويج للعنف أو الإرهاب.
ثالثًا: الجزاء القانوني والأخلاقي: تصريحات من هذا النوع تستدعي تحركًا على مستويين:
• المستوى القانوني: ينبغي للسلطات القضائية التحقيق فيما إذا كانت تصريحات بنكيران تندرج ضمن خطاب الكراهية أو التحريض على العنف، واتخاذ الإجراءات المنصوص عليها في القوانين المغربية، بما يحفظ هيبة الدولة ويحمي السلم الأهلي.
• المستوى الأخلاقي والسياسي: تقع مسؤولية كبيرة على الأحزاب السياسية والمجتمع المدني في نبذ مثل هذه الخطابات، وإعادة ضبط النقاش العام ليكون قائمًا على الاحترام المتبادل ونبذ العنف والكراهية.
رابعًا: تأثير هذه التصريحات على صورة المغرب:
المغرب بلدٌ معروف بتعدديته الدينية والتعايش بين مكوناته، بما في ذلك الجالية اليهودية التي تُعتبر من أقدم مكوناته السكانية. تصريحات من هذا النوع قد تُسيء لصورة المغرب دوليًا، وتُعطي مادة دسمة لمن يسعون لتشويه سمعته أمام المجتمع الدولي.
و نختم بأن: اللسان سلاح ذو حدين، والسياسي الذي لا يُحسن استخدامه، يُلحق الضرر بنفسه وبشعبه. تصريحات عبد الإله بنكيران لا تمس فقط الأشخاص الذين وُجهت إليهم، بل تمس صورة المغرب ككل. لذا، يبقى الجزاء المناسب هو الاحتكام للقانون والضمير الوطني، حفاظًا على كرامة الشعب وسُمعة الوطن.

رابط مختصر
اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات

الاخبار العاجلة