التشكيك في الدولة و مؤسساتها تحت غطاء الصحافة: بين ادّعاء البطولة و هدم الاستقرار

التشكيك في الدولة و مؤسساتها تحت غطاء الصحافة: بين ادّعاء البطولة و هدم الاستقرار
hassan faqir26 مارس 2025آخر تحديث : منذ 5 أيام

التشكيك في الدولة و مؤسساتها تحت غطاء الصحافة: بين ادّعاء البطولة و هدم الاستقرار

نبأ24// حسن فقير

الصحافة مهنة نبيلة تحمل على عاتقها مسؤولية نقل الحقيقة و إيصال صوت الناس، لكنها في بعض الأحيان تُستغل لأغراض تتجاوز دورها الأساسي، حيث يعمد بعض المنتمين إلى هذا المجال إلى التشكيك في الدولة و مؤسساتها، مدّعين أنهم أبطال يقفون في وجه “الفساد” و “الاستبداد”. هذه الظاهرة لم تعد مجرد اختلاف في وجهات النظر، بل تحوّلت في بعض الحالات إلى أجندة مقصودة تستهدف زعزعة الاستقرار و بث الفتن في المجتمعات.
الصحافة بين النقد الهادف والتشكيك الممنهج:
النقد البناء أمر ضروري لأي دولة تتطلع إلى التطور و الشفافية، لكن المشكلة تبدأ عندما يتحول هذا النقد إلى حملة مستمرة من التشكيك غير المبني على حقائق أو أدلة. هؤلاء الصحفيون لا يهدفون إلى الإصلاح بقدر ما يسعون إلى خلق حالة من السخط الشعبي، متجاهلين الدور الأساسي للصحافة في دعم التنمية و كشف الحقائق بمهنية و حياد.
ادّعاء البطولة و زيف النضال: يروج بعض هؤلاء الصحفيين لأنفسهم على أنهم أبطال يقفون في وجه “الظلم”، بينما في الحقيقة، يستغلون منابرهم الإعلامية لأغراض شخصية أو أيديولوجية. يضعون أنفسهم في موقف الضحية، مدّعين أنهم يتعرضون للقمع لمجرد أنهم يقولون “الحقيقة”، بينما في الواقع، لا يتجاوز خطابهم كونه تضليلاً يستهدف تشويه صورة الدولة و مؤسساتها دون تقديم حلول أو بدائل واقعية.
التأثير على الرأي العام و إثارة الفتن: مع انتشار وسائل الإعلام الرقمي، أصبح التأثير على الرأي العام أسهل من أي وقت مضى. يقوم بعض هؤلاء الصحفيين بنشر معلومات مضللة أو إخراج الأحداث من سياقها الحقيقي، مما يخلق انقسامات داخل المجتمع و يؤدي إلى فقدان الثقة في مؤسسات الدولة. هذا التشكيك المستمر ينعكس سلبًا على الأمن القومي و الاستقرار الاجتماعي، حيث يتحول المواطنون إلى فريسة سهلة للدعاية المغرضة.
مسؤولية الدولة و المجتمع في مواجهة الظاهرة: لا يمكن مواجهة هذه الظاهرة فقط من خلال القوانين أو الرقابة، بل يجب التركيز على تعزيز الوعي الإعلامي لدى المواطنين، و تمكين الصحافة الحقيقية من أداء دورها دون تقييد، و لكن وفق ضوابط مهنية و أخلاقية واضحة. كما أن المؤسسات الإعلامية الوطنية مطالبة بممارسة دورها في تقديم محتوى مهني يوازن بين النقد الموضوعي و الدفاع عن مصالح الدولة.
و ختاما: نقول أن الصحافة سلاح ذو حدين؛ فهي قادرة على بناء الأوطان كما يمكنها هدمها إذا أسيء استخدامها. إن من يدّعي البطولة من خلال التشكيك المستمر في الدولة ومؤسساتها، دون دليل أو طرح موضوعي، لا يخدم حرية التعبير، بل يساهم في خلق بيئة مليئة بالشكوك و الفوضى. المطلوب هو التمسك بالصحافة المسؤولة التي تقوم بدورها الرقابي والإخباري بموضوعية، بعيدًا عن الأجندات الخفية و الأغراض الشخصية.

رابط مختصر
اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات

الاخبار العاجلة