زعامة الغائب في مجلس الحاقدين

زعامة الغائب في مجلس الحاقدين
hassan faqir27 يونيو 2025آخر تحديث : منذ 16 ساعة

زعامة الغائب في مجلس الحاقدين

بقلم : ذ. حسن فقير

في عالم تتنازع فيه القيم وتتزاحم فيه الأصوات، تُصبح مجالس الغيبة والنميمة ميزانًا معكوسًا لقياس العظمة. فإذا اجتمع في غيابك المنافقون والكذابون والحاقدون، وجعلوا منك مادةً لحديثهم، فتأكد أنك لست إنسانًا عاديًا، بل زعيم، شاؤوا أم أبوا.
فالذباب لا يحوم إلا حول الثمار الناضجة، والقلوب المريضة لا ترتاح إلا إذا نهشت في سمعة من فاقهم مقامًا وسبقهم خُلقًا ومكانة؛ اجتماعهم عليك ليس ضعفًا منك، بل اعتراف غير مباشر بقوتك، بتميّزك، وبأنك صنعت ما عجزوا عن صناعته: أثّرت، وتركت أثرك، وحفرت لنفسك حضورًا لا يُمحى حتى في غيابك.

إن من يجلس خلفك ليغتابك، في الحقيقة يجلس خلفك لأنه لا يستطيع أن يجاريك في مواجهتك، ولا يملك من الصدق ما يسمح له بمصارحتك، و لا من الشجاعة ما يمكّنه من مقارعتك وجهًا لوجه. فيغتنم لحظة غيابك، ويتآمر مع أمثاله، يزيفون الحقائق، ويروّجون الأكاذيب، ظنًّا منهم أنهم بذلك يطفئون نورك. و ما دروا أن نور الحقيقة لا يُطفأ، وأن من اعتاد السير في الضوء لا تؤذيه ظلال الحاقدين.
الزعيم الحقيقي ليس من يصفق له الناس في العلن، بل من تشتعل ضده حملات الحقد في الخفاء. لأن البذرة الصالحة، حين تُثمر، تثير حسد الزرع العقيم. والغائب الذي يُكثر خصومه من ذكره في غيابه، إنما يؤكدون أنه حاضر في قلوبهم، حاضرٌ في نجاحه، حاضرٌ في تميّزه، حاضرٌ في خوفهم من مجده.
فلا تأس إن سمعت أنك موضوع النقاش في مجلس الحاقدين… بل ابتسم، لأنك زعيم، و أنت لا تدري.

رابط مختصر
اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات

الاخبار العاجلة