بين الاستقصاء والكذب شعرة معاوية قد قطعها بوق كابرانات الجزائر علي لمرابط (كاريكاتير)

hassan faqir9 مايو 2024آخر تحديث :
بين الاستقصاء والكذب شعرة معاوية قد قطعها بوق كابرانات الجزائر علي لمرابط (كاريكاتير)

بين الاستقصاء والكذب شعرة معاوية قد قطعها بوق كابرانات الجزائر علي لمرابط (كاريكاتير)

 عن // نبأ24

الكذب على الأموات متاح دائما إنما على الأحياء فهو ضرب من الجنون، لا يعتمده إلا الحمقى أو من تقطعت بهم الفرامل وارتطموا بحاجز بوابة عساكر الجزائر، حيث وجدوا هناك لافتة مكتوبة أحمر بالخط العريض: “مادام المغرب نُصْبَ أعينكم فمرحبا بكم بيننا”.

وحتى عندما يعي الإنسان وبالدليل والبرهان أن من يقابله كاذب متمرس، لا تتطاير من أعينه شرارات الغضب أو يسعى جاهدا لأن يكشف بهتان مخاطبه أمام الملأ. بل على العكس من ذلك، قَلَّمَا يسلك العاقلون هذه المسالك المستنزفة للطاقة والمجهود، إيمانا منهم بأن من يصطادون في المياه العكرة قد يغرقون فيها يوما ما. أو بمعنى أصح، لسان الكاذب قد يصير، ذات غفلة منه، حجة عليه وليست معه.

وإلى أول أمس الثلاثاء، وقفنا عن كثب عند عمق ما قلناه أعلاه، فقد تعرض كبير خونة الوطن علي لمرابط لموقف غاية في البلادة وهو يحاول كذبا وبهتانا ادعاء تحوزه، وبشكل حصري، على خبر وفاة والدة جلالة الملك محمد السادس. وأي عٌنفوان ذاك قد استبد بمن تتفتح أسارير وجهه كلما ناداه قومه ﺑ “السي الصحافي الاستقصائي ديالنا”. لقد اقتنص الخبر من “جبح النحل” ومن تم اتبعه “الحياحة” من رجاله الخائنين مثله، فانخرطوا في الترويج للخبر دونما تقصي حقيقة الأمر من عدمه. وطبعا لا حاجة لنا هنا أن نذكر برضى الكابرانات الذي يتجدد مع كل كبيرة وصغيرة ينقلها لهم المعني بالأمر عن المغرب ملكا وشعبا.

غير أن غِبْطَة الرجل ومن معه لم تدم طويلا، وسرعان ما تبددت نشوتهم حينما تأكد لعموم المغاربة والرأي العام أن والدة العاهل محمد السادس تتماثل للشفاء بباريس وأن وضعها الصحي في تحسن مستمر. وإذ الحال ذاك، بأي وجه قد يُلاقي لمرابط أولياء نعمته العساكر وهو ينقل لهم خبر زائف حول محيط العائلة الملكية؟ وكيف له أن يطل علينا من اليوم فصاعدا، بعينين جاحظتين، متشدقا بمعرفته العميقة للمغرب أكثر من المغاربة أنفسهم؟ ثم لنطرح السؤال الأهم: هل قَبِضَ باباراتزي الكابرانات المقابل بعد نشر الإشاعة إياها حول والدة الملك محمد السادس أو بعد حذفها. فعلى الأرجح إن كان هنالك مقابل أو وعود بذلك ستكون قد حُذِفَتْ بحذف مضمون الخبر الزائف.

فكيف لمن يدعى امتلاكه لكافة أدوات الصحافة الاستقصائية وتمرسه في مزاولتها أن يقع في جُبٍّ سحيق كهذا، لا يمكن أن تقع فيه الناشئة في المدرسة. ومن منطلق، “وداوها بالتي كانت هي الداء”، سرعة في النشر تقابلها سرعة في الحذف ومن تم أكل القط لسانه أو تلقى تقريعا جزائريا على الأغلب تهاوت معه معنوياته إلى أسفل السافلين

.وتأسيسا على ما سبق، فإن “طريق الكابرانات كحلة” ومن مد رجله فيها استعصت عليه العودة إلى الوراء أو حتى المضي قدما لأن من صاحب ” القُصَّرْ” سياسيا عليه أن يعي جيدا أنه لا حرج على القاصر. وبالمقابل، من وضع يده في يد الخائن فلا ينتظر من حصاده أن يُثمر غير الشوك والسراب.

اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات

الاخبار العاجلة