النساء بين ظُلمات القهر و المُعاناة.. و التعبير والتنظيم لانتزاع الحقوق المهضومة.
De // NaBae 24
ظلت المرأة طوال حقب طويلة من الزمان تعيش ظلمات القهر واليأس والمعاناة في صراع مباشر مع جنسها الذي فرض عليها أن تكون مغايرة و مختلفة تمام الاختلاف عن الرجل ذي البنية الصلبة.
تجاوزت الفروقات هذا الحد البسيط، إلى فروقات ارتبطت بالمكانة و الدور الاجتماعي الذي تلعبه المرأة في المجتمعات.
و رغم أن المسائل شديدة الوضوح بالنسبة لنا نحن (أبناء عصور النور)، فالموضوع في شقه القديم، و أمام ناظري أبناء عصور الظلام (رحمهم الله)، كان خلافا تمام الخلاف.
إن المرأة التي نجدها اليوم تُشكل نصف المجتمع و تدفع نصفه الآخر من الرجال إلى الأمام، كانت في أذهان (رحمهم الله) كائنا جانبيا مكملا لظروف الحياة العاتية، و لولا أن الظروف حدت الرجال (برحمة الله) على عدم الاستغناء عن عدد من النساء لوئدت النساء جميعا.
المسترجع لتاريخ المرأة عبر العصور في بيئاتنا العربية، و حتى الغربية، يجد أن المعاناة أفضت بها، أن تُشاطر الرجال جنبا إلى جنب، و أن تقف بمحاذاة الرجل، تمد له يد العون، و تكون في أول الركب في كثير من المجالات و الميادين،
منذ سبعينيات القرن الماضي، عندما برزت أقلام نسائية عربية متميزة، في مجالات الشعر و القصة و الرواية، اتخذ النقاش حول هذه الظاهرة الإبداعية المكتوبة، منحى لا يخلو من مُغالطات و نزوع، إلى الاختزالية و تذويب الظاهرة في مستنقع خطاب ذكوري يائس، يعزف عن رصد التعبيرات الناتئة الحاملة لبذور المناهضة، و زحزحة مركزية الذكورية العربية.
في المقابل عندما طُرحت قضية المرأة في العصر الحديث جاء الطرح مُقترناً بوعي متعدد الأبعاد و المظاهر، و هو وعي أنضجته كتابات و نضالات ذكورية و نسائية، إلا أنه دخل في منعطف حاسم، عندما تولّت النساء أنفسهن المطالبة و التعبير و التنظيم لانتزاع الحقوق المهضومة،
و تقويم الحيف الاجتماعي والسياسي والاقتصادي المفروض.
هذا المسار الذي عرفته قضية المرأة في أوروبا و أميركا، هو الذي عرفناه في المجتمعات العربية منذ الثلاثينيات، بغض النظر عن حجم و صلابة النتائج و المكتسبات المتباينة عندنا و عندهم.
- يُـــــتبع –