آن أوان غــــض الأذن كما غــــض البصر…!!
De //NaBae 24
الكثير منا أدمنوا إطلاق الأحكام وأخذ الانطباعات عن الناس والقضايا بلا أدنى دقة..
فالندرة هي من تسعى لتحري الحقيقة..
فلأن معرفة الحق تُــزعج، وإصابة الحقيقة تفضح خطأ المعتقد..
فنجد العوام يرتاحون لتصديق صحة قناعاتهم الموروثة، عوضاً عن تعديلها للأصوب.
و لن أَمَلَّ من ترديد مقولة: ” إن تغيير عاداتنا أصعب من هدم الأصنام “.. حتى إننا تماهينا مع عادة الإغراق في التعميم وتكوين صور مثالية، و أحياناً وهمية، أو مشوهة عن شخصيات، أو عن شعوب برمتها، لمجرد التعامل مع نموذج أو اثنين.
ما اكثر من يسارع بالتصديق ويبادر بنقل الهراء.
إننا أساتذة جلد الذات، و خبراء في هدم أي إيجابيات في مجتمعاتنا، فصدق فينا قوله تعالى: ” سماعون للكذب “، وأحسب انه آن أوان غض الأذن كما غض البصر.
و بضمير ضامر، اعتادوا تعميم المخصص، و تخصيص المعمم..
وبالطبع لم يَــسْلَمِ المــــغرب، الذي يُشيد به العالم بأسره، عدا أهله، فإنهم مهرة في قدح أنفسهم، حتى صارت ميزة المغاربة الوحيدة هي أن دمهم خفيف! فأي جمال في المغرب يتنكرون له..
كم يحز في نفسي أن أجد الألمان يروجون لعبقرياتهم..
و شعوب سويسرا يتفاخرون بدقتهم..
و شعب فرنسا يعتز بفنونهم وأناقتهم..
بينما يشيد أبناء النمسا بإبداعاتهم وبجمال بلادهم..
و الأميركان يتشدقون بتفوقهم العلمي والحربي..
و المواطن الياباني يؤكد على تفوق بلده الاقتصادي..
في حين نتسابق نحن للتراشق بالتشنيع عن سلبياتنا، وإنكار فضائلنا، و نشر فضائحنا، وعوراتنا، و لو اعتززنا بميزة، فهي الدم الخفيف. و كأنها مهارة نريد أن نتحصل منها على ” نوبل ” .. !
أحسبني ضد النعرات العصبية..