كان يا ما كان في مغرب “الكان”
NaBae24
اليوم الخميس يوم راحة بالنسبة لمنافسات “الكان”. مرت أربعة أيام وجد المغرب نفسه في صلب الحدث الرياضي عالميا. أربعة أيام كانت كافية ليربح المغرب نقاطا جيدة على مستوى التنظيم وجودة البنية التحتية وحفاوة الاستقبال الذي يبديه المغاربة لضيوفهم الأفارقة وغير الأفارقة.
على مستوى التأثير influence، سخر الله للمملكة المغربية من حيث لم تحتسب، عشرات ملايين المشاهدات الإيجابية التي وثقها مؤثرون و”تيكتوكر” جزائريون غير “مكبرنين”. السلطات الجزائرية تفاجأت بهذه “النيران الصديقة” التي أحرقتها و أطفأت الفتنة التي خطط لها إعلاميو الجزائر من قلب بلاطوات قنوات “الشروق” و”البلاد” وغيرهما.والدة اللاعب رياض محرز تعرضت لمناورة إعلامية أريد بها “ردع” إبنها الذي أصدر تصريحات مشيدة بحفاوة الاستقبال في المغرب و مفتخرة بأصله الجزائري من جهة الأب والمغربي من جهة الأم. هذه الأم التي تمنت فوز الجزائر بالكأس لم تقصد الإساءة للمغرب وإنما وجهت رسالة مفادها أنه في حال التتويج الجزائري باللقب فسيكون للمغاربة “النصف فيه” بقوة الأمومة. المغاربة يقولون حاليا ” لي ربحناها ديالنا و لي مرحبناهاش عندها فيها النص”. المغاربة يتمنون هذا اللقب القاري ولكن يعرفون مسبقا أنهم ربحوا الألقاب الحقيقية، بنية تحتية قوية، سمعة جيدة، حظوة عالمية غير مسبوقة، تنظيم قوي، أمن قوي…
السماء أبت إلا أن تساعد المملكة في إنجاح هذا “الكان”. الأمطار وكأنها اختارت هذا التوقيت “للنزول” بقوة و لتبين للمترصدين والمتربصين أن البنية التحتية المغربية متطورة شكلا ومضمونا. ومازال العاطي يعطي وإن المونديال لمنتظره لقريب.
رئيس الفيفا جياني إينفانتينو، السويسري الذي يتقن لغة “الفلوس” والذي عرفت في عهده المسابقات الكروية طفرة مالية تقدر بملايير الدولارات، يبدو سعيدا لأنه سيوفر في الشهور القادمة تعويضات التنقل إلى المغرب التي كانت مرصودة لجيش من مفتشي “الفيفا”. الأمطار تكلفت بالتقرير التقني: “البنية التحتية للملاعب صلبة، لا داعي للتنقل”.
الإعلام العربي وقف صفا موحدا مع المغرب، باستثناء الجزائر و “مكفولتها” تونس، التي تسولت فيها بعض الأصوات بضع دنانير جزائرية فحاولت المس بسمعة المغرب قبل أن يتم “تقويمها” في المغرب و إسكاتها من داخل تونس نفسها على قول “الشاعر” التونسي قيسي سعيد : إذا رأيت أنياب الأسد المغربي بارزة فلا تظن أنه يبتسم.
ولي العهد المحبوب أعطى ضربة الانطلاقة “للكان موروكو” تحت أنظار ملايين المشاهدين عبر العالم الذين رأوا فيها “ضربة كرة” لإعلان انطلاق مسابقة رياضية أما المغاربة فرؤوا فيها ضربة العهد القادم الآتي بقوة، مغرب الشباب المقبل على المنجزات والتحديات الكبرى. “الأسد” جلالة الملك الذي أتم مؤخرا ضربة كبرى وهي تأكيد مغربية الصحراء بقوة الواقع، والبيعة، والقانون والشرعية الدولية يتابع عن قرب كل صغيرة وكبيرة لإنجاح كل رهانات المغاربة.
من مكتبه بالرباط، يتابع أحد أكبر المساهمين في تحديات “الكان 25″ و”موروكو 30” الأوضاع بكل ثقة وأريحية. لقد وضع مسبقا الخطة الأمنية واللوجيستيك والترتيبات الأمنية التي أبهرت المشاهدين و المتابعين القاريين والعالميين. إنه المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني. من جهة يدير أمن “الكان” وضيوف “الكان” كبارا وصغارا، ومن جهة أخرى يراقب كل من دخل للمغرب بنية الايذاء والاعتدء كان لفظيا أو ماديا. بالنسبة للحموشي مرحبا بكم ضيوفا معززين عندنا ولكن أمن وكرامة المغاربة قبل كل شيء.
جمهور “الكان” الأجنبي لم يأخد صورا فقط مع الملاعب والمنشآت الرياضية و “tgv” والفنادق و قصبة شالا ومسجد الحسن الثاني ومغارة هرقل و جامع القرويين وجامع لفا و خليج أكادير…وإنما اكتشف أيضا من يقوم بتأمين هذه المنشآت السياحية والبنيات التحية والمآثر التاريخية. إنه الأسطول المتقدم من “لوجسستيك” الأمن الوطني الذي بدأ يلفت الانتباه وبدأ يزاحم نجوم “الكان” في “طلبات” أخد الصور. وجوه رجال الأمن المغاربة التي تجمع بين الابتسامة والصرامة و سلوك رجال ونساء الأمن الذي امتدحه الأعداء (باستثناء الجزائريين طبعا) قبل الأصدقاء و معدات ومركبات ثابتة ومتحركة وأسلحة كلاسيكيه وأخرى من الجيل الجديد..هنا يفهم الأجانب لماذا ينعت المغرب كبلد منيع على الإرهاب والجريمة العابرة للقارات وكدولة محصنة ضد الشغب والفتنة الفوضى ومن هنا فهموا لماذا فاز المغرب بمونديال 2030.
في مباراة الافتتاح ومن وسط ستين ألف متفرج بمركب مولاي عبد الله، تمكن الأمن المغربي بلا هرج ولا مرج من رصد متفرج مشاغب أرسل طلقة laser .هنا تساءل جمهور واسع من المغاربة و إعلاميون أجانب كيف تم ذلك فجاء الجواب أن الإمكانيات المتطورة للأمن المغربي تسمح له برصد الشغب المادي و”اللامادي” قبل أن “يرتد طرفه”. بقوة الصدمة، صحافة “الكابرانات” ادعت أن الحموشي “يسخر” الإنس والجن لحماية “الكان”.
في انتظار استئناف المقابلات يوم الجمعة، سيكون الوافدون الأجانب المسلمون على موعد مع إبهار مغربي آخر..مساجد المغرب ولباس المغاربة و التلاوة المغربية للقرآن ومنابر المساجد و أناقة الخطباء وجمالية وتميز الآدان المغربي. إنه الأمن الروحي الذي ينعم فيه المغاربة منذ قرون والذي يشد وثاق الأمن الوطني لتبقى المملكة المغربية استثناءا في استقرارها وأمنها وطمأنينتها.





