المستشفى الإقليمي للفقيه بن صالح… حين يقترب الأمل من نبض المواطنين
NaBae24
بهدوءٍ يشبه هدوء اللحظة التي تسبق إنقاذ حياة، دخلت وحدة الإنعاش الطبي المتنقل بمدينة الفقيه بن صالح حيّز الخدمة، حاملة معها وعداً جديداً بالاستجابة السريعة والفعّالة لحالات الطوارئ. إنها خطوة نوعية تعزّز مكانة الإقليم على خريطة الخدمات الصحية بالمغرب، وتؤكد أن الرهان على صحة المواطن لم يعد شعاراً فقط، بل واقعاً يتحقق على الأرض.
الوحدة الجديدة، المجهزة بسيارة إسعاف من صنف “أ” وبطاقم صحي مختص عالي التكوين، ليست مجرد وسيلة نقل طبي، بل هي مستشفى صغير يتحرك على العجلات، قادر على الوصول إلى الحالات الخطرة حيثما وجدت، وتقديم العناية المركّزة في الزمن الذهبي الذي يصنع الفرق بين الحياة والموت.
وفي منطقة تعرف امتداداً ترابياً واسعاً وتضاريس تجمع بين السهل والهضاب، تأتي هذه الوحدة لتسدّ فجوة طال انتظار ردمها، من خلال تقريب خدمات الإنعاش من المواطنين وتقليص مدة التدخل التي كانت في كثير من الأحيان تحسم مصير المرضى.
هذا الإنجاز يدخل في إطار دعم منظومة الطب الاستعجالي وتعزيز قدرات المستشفى الإقليمي، بما ينسجم مع توجهات الدولة في تطوير البنيات الصحية وتأهيلها، خصوصاً بالمناطق الداخلية التي ظلت تحتاج إلى مثل هذه المبادرات التي تسهم في الرفع من جودة الخدمات وتكافؤ فرص العلاج بين مختلف جهات المملكة.
إن تشغيل وحدة الإنعاش الطبي المتنقل بالفقيه بن صالح ليس حدثاً عادياً، بل هو خطوة تُضيف الكثير إلى شعور الساكنة بالأمان الصحي، وتفتح الباب أمام مزيد من المشاريع التي تستجيب لحاجيات المواطن اليومية.
فالصحة ليست امتيازاً… بل حقّ، وحقّ الحياة أسمى من أن ينتظر.
عمود أسبوعي يوقعه الكاتب الصحفي ذ. حسن فقير
