حين يولد الحب مرتين

حين يولد الحب مرتين
nabae 2425 ديسمبر 2025آخر تحديث : منذ 3 أيام

حين يولد الحب مرتين
NaBae24
هل تساءلنا يومًا: لماذا يحب الأجداد أحفادهم بذلك الدفء الذي لا يُشترى، وبذلك العناق الذي يذيب المسافات ويهزم تعب السنين؟
الجواب أبسط مما نعتقد، وأعمق مما نظن: لأن الأحفاد هم تلك الفرصة الثانية التي تهبها الحياة لمن أثقلتهم الأيام، ليعيدوا ارتداء ثوب الأبوة… لكن هذه المرة بلا عجلة، بلا خوف، وبلا أخطاء.
الأحفاد ليسوا مجرد أطفال يملؤون البيت ضحكًا وحركة، إنهم مرآة صغيرة تعكس ملامح الأبناء حين كانوا صغارًا، وقطعة من الروح جاءت لتلملم ما تركته السنين على القلوب من شغف مؤجل وحنان مؤخر.
كم من جدّ اليوم يضحك بعمق لم يعرفه في شبابه، وكم من جدة تمسح على رأس حفيدها بحنان لم يسعفها الزمن أن تمنحه لابنها حين كانت منشغلة بصراع الحياة ومتطلباتها!
لقد أصبح الأجداد أكثر هدوءًا، وأكثر حكمة، وأكثر قدرة على العطاء. الزمن الذي كان يومًا سريعًا وقاسيًا، أصبح الآن أبطأ وأرق. لذلك، صار حبهم أنقى، وعطفهم أصفى، ودفؤهم أوسع.
إنهم يعطون بلا حدود، وكأنهم يردّون للدنيا دينًا قديمًا… أو كأنهم يربّون أبناءهم مرة أخرى، ولكن بأيدي أكثر نضجًا، وقلوب أكثر امتلاءً، وروح خفيفة أرهقها العمل ذات زمن، فارتاحت الآن بين ضحكات الأحفاد.
الأحفاد… امتداد للدم نعم، لكنهم قبل ذلك امتداد للقلب.
إنهم ما تبقى من أجمل ما مضى، وما يذكّر الأجداد بأن الحب يمكن أن يُولد مرتين:
مرة حين صاروا آباء، ومرة أجمل بكثير… حين أصبحوا أجدادًا.
عمود أسبوعي يوقعه الكاتب الصحفي ذ. حسن فقير

رابط مختصر
اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات

الاخبار العاجلة