هشام جيرلندو: “الابتزاز الرقمي… حين تتحوّل التقنية إلى سلاح للصمت المدفوع”

هشام جيرلندو: “الابتزاز الرقمي… حين تتحوّل التقنية إلى سلاح للصمت المدفوع”
nabae 2421 نوفمبر 2025آخر تحديث : منذ يومين

هشام جيرلندو: “الابتزاز الرقمي… حين تتحوّل التقنية إلى سلاح للصمت المدفوع”

NaBae24

في زمن الهواتف الذكية وانتشار المنصّات الرقمية، لم يعد الابتزاز جريمة تُمارَس في الخفاء فقط، بل صار مادة يومية تتسرّب إلى هواتف الناس، مُحمّلة بأصوات وصور وتهديدات، تُظهر كيف يمكن للنفس الضعيفة أن تُساق إلى أسفل درجات الانحطاط. وفي هذا السياق، تداول الرأي العام مؤخراً مقطعاً صوتياً يُنسب إلى هشام جيراندو، وهو يقوم بابتزاز أحد ضحاياه مقابل حذف فيديو… وما يثير القلق ليس مضمون الأوديو ذاته، بل الظاهرة التي يعكسها.
فالابتزاز الرقمي لم يعد حادثاً عرضياً، بل صار “نموذج عمل” لفئة تجد في خوف الآخرين رأس مال سريعاً. يضغطون بزرّ تسجيل أو لقطة شاشة، ثم يشرعون في التفاوض: ثمن الصمت، مقابل كرامة إنسان. وهنا يكمن الخطر الأكبر: أن تتحوّل التكنولوجيا من وسيلة للتواصل إلى سلاح تُدار به معارك الخبث والضغط والهيمنة.
الأمر الذي يجب التشديد عليه هو أن هذه الأساليب ليست “مواد للتصويب” أو مجرد سوء تفاهم، بل جرائم مكتملة الأركان، يُعاقب عليها القانون، وتهدم الثقة داخل المجتمع، وتزرع الرعب في نفوس الأبرياء. كما أنّ انتشار مثل هذه الممارسات، دون مساءلة حازمة، يشجّع على التطبيع معها وكأنها جزء عادي من الحياة الرقمية.
لكن هناك جانباً آخر لا ينبغي تجاهله: وعي الضحايا. فالتصدي لمثل هذه الجرائم لا يكون فقط عبر أجهزة الأمن والقضاء، بل أيضاً عبر نشر ثقافة الحذر الرقمي، ورفض الخضوع للابتزاز، وعدم الانجرار وراء وعود “الحل السريع” الذي لا ينتهي إلا بما هو أسوأ. فالمبتزّ لا يشبع، ومن يدفع مرة سيدفع مرات.
إنّ ما حدث، بصرف النظر عن تفاصيله، هو جرس إنذار جديد يدعونا جميعاً إلى الوقوف في وجه هذا النموذج من الانحراف الرقمي، دفاعاً عن كرامة المجتمع، وعن حق كل فرد في الأمان. فالقضية أكبر من شخص، وأخطر من تسجيل… إنها معركة قيم.

رابط مختصر
اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات

الاخبار العاجلة